في ملفنا الخاص بمهرجانات الصيف العربية، جمعْنا أمسيتَيْ أوتيه لامبر (مهرجانات بيبلوس) وجيسّي نورمان (مهرجانات بعلبك) في مقالةٍ واحدة، لِما للفنّانتين من نقاط مشتركة. الليدي الألمانية تحيي أمسيتها هذا المساء، أما الديفا الأميركية فتطل علينا بعد غدٍ. نبدأ من «بيبلوس» الذي يعيد مغنية الكاباريه الألمانية إلى لبنان، بعدما زارتنا منذ سنوات (بيت الدين). أمسية أوتيه لامبر هذه الليلة تشكّل محطة أساسية في «مهرجانات بيبلوس»، مع العلم بأنّ مشاركتها لا تعوّض ركاكةً ما في البرنامج، بل تضيف نقطة قوة إلى هذه الدورة.
هذا لا ينطبق على زميلتها الأميركية التي تُعَدّ منقذة برنامج «مهرجانات بعلبك» الذي لم يأتِ على مستوى التوقعات، بالمقارنة مع تاريخه العريق. إطلالة بي. بي. كينغ في جبيل قبل أسبوع، عكّر بدايتها توعّكٌ صحّي مفاجئ للملك العجوز الذي ما لبث أن استجمع قواه ليقدِّم أفضل ما عنده لجمهور انقسم بين متفهمٍ ومتملْمِل. هذا المساء، الوضع مختلِف: المفاجأة غير السارّة التي كانت تنتظر محبّي البلوز، سيحلّ محلها فائض من الطاقة مع أوتيه لامبر، رسولة أغنية الكاباريه الألمانية والمسرح الغنائي الاستعراضي. الفنانة الشهيرة تزورنا وهي في ذروة النضوج والخبرة والحيوية، لتقدِّم برنامجاً يرسم ملامح مسيرتها الغنية، وما تخللها من ألوان الغنائية. من هنا تأتي دعوة لامبر هذه السنة في توقيت مناسب، إذ ستتمحور أمسيتها حول ألبوم «نهارات باريس، ليالي برلين» Paris Days, Berlin Nights الذي صدر أخيراً واستعادت فيه مجموعة من الكلاسيكيات التي اشتهرت بأدائها، لكن ضمن قالب جديد هو التانغو. أغنية الكاباريه الألمانية ممثلة في البرنامج (أعمال المؤلفيْن كورت فايل وهانز آيزلر)، وكذلك الأغنية الفرنسية (من ريبرتوار جاك بريل وإيديت بياف) وبطبيعة الحال روائع الأرجنتيني أستور بياتزولا... الفرقة التي ترافق لامبر كلاسيكية التركيبة في عالم التانغو، لكن التوزيع الموسيقي لا يحاكي تانغو كارلوس غارديل التقليدي ولا تانغو بياتزولا الطليعي. إنه التانغو من منظار ألماني! بعد غدٍ، يصل برنامج «بعلبك» إلى ذروته مع جيسّي نورمان. يمكن القول إنها ذروة سهلة، إذ لا منافس لها، ولو في فئات فنية أخرى. الديفا الستينية السمراء اختارت الجاز لأمسيتها المرتقبة، تاركة الغناء الأوبرالي الذي يشغل أكثر من نصف اهتمامها ونتاجها، لمرة أخرى. تعود بنا نورمان إلى قديم الجاز. إلى بداياته التي تحمل آثار البلوز، وأولى مدارسه الكبيرة المعروفة بالسوينغ. قد يختلف القالب الموسيقي أو المقاربة الفنية، لكن روح القاعدة حاضرة دائماً. نواة برنامج نورمان يتألف من روائع الثلاثي جورج غرشوين/ ديوك إليغتون/ليونارد برنشتاين. إذاً، بين صوت هذه الديفا الكبيرة والتركة الموسيقية لهؤلاء المؤلفين، يصبح يوم «الجمعة 13» عنواناً للجمال المكفول... لا للتشاؤم!



أوتيه لامبر: 8:30 مساء اليوم ــ «مهرجانات بيلوس» ـ للاستعلام: 01/999666
جيسي نورمان: 8:00 مساء الجمعة 13 تموز ــ «مهرجانات بعلبك» ــ 03/891695