عشّاق «الصبّوحة» سيسمعون أغنياتها مجدداً من ريما خشيش (1974). في ألبوم «من سحر عيونك» (تنتجه ريما مع إميل سليلاتي) تُكرم ريما صباح من خلال 11 أغنية من مشوارها. إلى جانب صوتها، تقول ريما لـ«الأخبار» إنّها تحبّ في «الشحرورة» شخصية المرأة «الخالية من العقد، الكريمة التي تحب الحياة والمرح. أحترم أنها لا تريد أن تتوقف، كأنها لا تحيا دون أن تغني». وبالنسبة إلى صاحبة «فلك»، لم تأخذ صباح حقها فهي «بتستاهل أكتر من هيك».
تقرّ ريما بأنّ رائدة الطرب الشعبي وأحد أعمدة الفولكلور اللبناني، لم تستطع استمالة الجيل الجديد: «لم يعد في استطاعتنا إعادة أعمال الزمن الجميل. الحياة تغيّرت، لم تعد تلك الأعمال تشبهنا ولا تشبه العصر الذي تغيّر ناسه وإيقاعه. ليس سهلاً أن نفعل ما فعله من سبقنا، وليس سهلاً أن نؤلّف الطقطوقة، والقصيدة، والدور، والكلام الذي رافق هذه القوالب». لكنّ ريما تعترف بأنّ المشكلة تكمن أيضاً في ما يُقّدم ويُبث من أغنيات، لا في الجمهور المُستمع الذي لا يُلام.
في التاسعة من عمرها، دخلت ريما كورال أطفال المايسترو سليم سحاب، ثم انتقلت كسولويست «فرقة بيروت للتراث». حفظت مع الفرقة ما أتيح لها من قصائد وموشحات. بعدما استمرت مع الفرقة 17 عاماً، ما زال «تلفزيون لبنان» يحتفظ بأرشيف الطفلة حين استضافها برنامج «ليالي لبنان». تعرفت ريما إلى التريو الهولندي Yuri Honing Trio مصادفة في بيروت، ودعيت الى هولندا في جولة موسيقية. لم يكن لديها أدنى فكرة عما سيؤدون معاً. هناك، تعرّفت إلى الجاز وأحبته، واعتمدت مع الفرقة خطاً موسيقياً تلاقى فيه العازفون والمغنية في تنسيق راق بين مقامات الجاز ومقامات الموسيقى الشرقية. تعاونت مع الفرقة في ثلاثة أعمال، أولّها «قطار الشرق» (2002) ثم «يالّلي» (2006)، و«فلك» (2008). إحدى عشرة سنة مرّت على التقائها بالعازفين الهولنديين «منذ ذلك الحين، لا أستطيع أن أقدم شيئاً مختلفاً عمّا بنيته مع الفرقة، وخصوصاً أنّنا نتطور معاً». أكثر ما تأثرت به ريما وأحبته كان ألحان وصوت الشيخ زكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب. في ألبومها الجديد، لم ترد الابتعاد عن صباح التي يعرفها الناس، ولا الابتعاد كثيراً عمّا تؤديه عادة. لذا اختارت أغنيات تشبهها، وهنا تتحدث عن صباح التي عملت مع أهم الملحنين كمحمد الموجي، فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب الذي اختارت له «من سحر عيونك»، إضافة إلى الأغنيات التي تحبّها وتحب أن تؤديها. ألبوم «من سحر عيونَك»، ستنتقل الآذان بين الأغنيات التي ستأخذنا الى صباح، سفيرة الأغنية التراثية اللبنانية في «عالندّا» و«مرحبتين»، ثم الى صباح التي تدللت وتراقصت على أنغام الطرب الشعبي المصري في «يا كاويني يا علي» و«أنا هنا يا ابن الحلال». وبين أغنية أخرى، فاصل من الطرب الهادئ كأغنية «روح على مهلك» و«من سحر عيونك».