عكّا | عند تلّة المصيون المطلة على القدس، يرقد «عاشق البروة» منذ عام 2008. وبعد مرور ما يقارب أربع سنوات على رحيله، استقبلته مدينة رام الله المحتلة من جديد في ذكرى ميلاده، بافتتاح «حديقة البروة» بجانب «قصر رام الله الثقافي». تزامن الافتتاح مع اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية، وحفلة إعلان الفائزين بجائزة «محمود درويش للثقافة والإبداع» السنوية، بمشاركة جمهور أتى من كلّ مناطق فلسطين المحتلة.
وهذه المرّة الثالثة التي تمنح فيها الجائزة التي ذهبت في دورتها الأولى إلى المصرية أهداف سويف، والكاتب الجنوب أفريقي برايتن برايتنباخ، وفي دورتها الثانية إلى الإسباني خوان غويتصولو، والفلسطيني محمود شقير.
رئيس لجنة تحكيم الجائزة الناقد فيصل دراج، وتضم كلّاً من محمد لطفي اليوسفي (تونس)، وخالد الكركي (الأردن)، وصبحي حديدي، وجمال شحيد (سوريا)، وشيرين أبو النجا (مصر)، وأحمد حرب، وسليمان جبران، وإبراهيم موسى وإبراهيم أبو هشهش (فلسطين). وكان من المفترض أن تذهب الجائزة كما في كلّ عام إلى مبدع عربي، وآخر غير عربي، لكنّ رياح الثورات العربيّة جعلت اللجنة تقرر تكريم شخصيّة من تونس، المنبع الأوّل للربيع، وبلاد البوعزيزي.
جائزة «محمود درويش للحرية والإبداع» أخذت هذا العام طابعاً خاصاً، مع افتتاح «حديقة البروة»، هذا الفضاء الثقافي الذي يحمل اسم مسقط رأس «لاعب النرد». المكان عبارة عن حديقة ومتحف (9 آلاف متر مربع)، صمّمه المهندس جعفر طوقان (ابن الشاعر إبراهيم طوقان). وسيضمّ الفضاء قاعة متعدّدة الأغراض، ومكتبة، ومتحفاً يحوي مقتنيات محمود درويش، إضافةً إلى مسرح صيفي خارجي، ومنبر حرّ، إلى جانب الحديقة العامّة التي تحتضن الضريح.
السلطة الفلسطينية كلّها تبنّت الحدث. مدير «مؤسسة محمود درويش» ياسر عبد ربّه، افتتح الحفلة، وتلاه رئيس الوزراء سلام فياض بكلمة، وسلّما الجوائز. السفير التونسي لدى السلطة التونسية لطفي الملومي تسلّم الجائزة بالنيابة عن جليلة بكار، فيما اقتبس أحمد حرب ممثل اللجنة في كلمة التسليم مقطعاً من مسرحيتها «البحث عن عايدة»: «مددت يدي فقطعوها. أهديت دمي فهدروه. صرخت فأضاعوا صوتي في غوغاء خطاباتهم. فاكتفيت بعدّ الموتى والتصدي
للنسيان». الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب أهدى جائزته إلى أبناء جيله من الشعراء الفلسطينيين، «الذين لا يقلون استحقاقاً بالفوز بهذه الجائزة عني». تخللت الحفلة أيضاً فقرات موسيقية قدمتها «أوركسترا فلسطين للشباب»، ومجموعة موسيقية من «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» التي ارتكزت على قصائد الشاعر الراحل محمود درويش، ولحنها مرسيل خليفة. كذلك ألقى ابن السابعة معتز مطور قصيدة «عابرون في كلام عابر»... انتهى الاحتفال وكلمات الشاعر ستبقى تتردّد طويلاً.
* كلمة جليلة بكار كاملة
على موقع «الأخبار».