دمشق | انتهى المخرج السوري الشاب جود سعيد (1980) من تصوير مشاهد فيلمه الجديد «صديقي الأخير» (المؤسسة العامة للسينما/ «فردوس دراما»). تدور الأحداث في حارة دمشقية بسيطة، قام مهندس الديكور غيث محمود، ببناء بعض تفاصيلها. في موقع تصوير المشاهد الأخيرة في دمشق، ارتفعت ضحكات الممثلين أندريه سكاف، جرجس جبارة، وجمال العلي الذين تحلقوا حول موقد متنقّل، لشواء بعض حبات البطاطا، والتحايل على البرد، بانتظار تجهيز المشهد التالي. يتشارك هؤلاء في بطولة العمل مع عبد المنعم عمايري، ولورا أبو أسعد، وسوسن أرشيد، ومكسيم خليل، وفادي صبيح، ومازن عبّاس وآخرين...
يتناول الشريط موضوع الانتحار، بالتعاون مع الكاتب فارس الذهبي، الذي اقتبس السيناريو عن قصّة قصيرة لإياس محسن حسن بعنوان «القاتل هيأ للمقتول وصية» (2002). ويعالج قضية الهوية بمستواها الأعمق. ينتحر الطبيب خالد (عبد المنعم عمايري)، بعد أن يقتل زوجته الميتة سريرياً ويسجل اعترافه على شريط فيديو، مخاطباً المحقق المفترض قائلاً: بدايته «يا صديقي الأخير... الفاسد غالباً». يقع الشريط بيد محقق مشارف على التقاعد (عبد اللطيف عبد الحميد). لاكتشاف الحقيقة، يعود المحقق إلى الحارة حيث تبدأ سلسلة من المكاشفات والحقائق. يتطرّق الفيلم إلى قضية الفساد المستشري في الأجهزة الأمنية والقضائية؛ إذ يحاول جمال (فادي صبيح) شقيق الطبيب المنتحر، رشوة المحقق لإغلاق ملف القضية، لكونه يخوض الانتخابات.
«أتخلّى في بعض المشاهد عن الحوار المكتوب، وأفسح المجال للممثلين للارتجال، لكن ضمن خطوط مرسومة ومحددة سلفاً، أسميها جملاً مفتاحية للحوار»، يخبرنا سعيد. ينهي نجم الكوميديا أندريه سكاف تصوير مشهده ضاحكاً كعادته. «أؤدي دور الأستاذ أمير، المدرِّس الذي جرد من عمله نتيجة إدمانه الكحول. يجد نفسه أخيراً مع أبناء حارته الذين يحاولون مساعدته للخروج من أزمته، لكنه يضايقهم بتقمّصه شخصيّة المنظر دوماً». يؤكد سكاف المساحة الكبيرة من الارتجال التي منحها له مخرج الفيلم، في محاولة جادة لتوظيف الحس الكوميدي الساخر، الذي تميز شخصيته في الحياة. بدوره يؤدّي عبد المنعم عمايري دور البطولة للمرة الأولى في فيلم سينمائي، بعدما كان قد أدى سابقاً عدة أدوار صغيرة. «تعاني الشخصية التي أؤديها تناقضات وصراعات داخلية كثيرة، يعبّر عنها بالمونولوج الداخلي المغري في الأداء لأي ممثل».
بعد انتهاء تصوير الجزء الخاص بمدينة دمشق، اتجه جود سعيد مع طاقمه الفني والتمثيلي إلى مدينة اللاذقية، لاستكمال بقية المشاهد. وسيكون الشريط جاهزاً للعرض في نيسان (أبريل) المقبل. «لن أنتظر أن يكون العرض الأول للفيلم في أيٍّ من المهرجانات العربية أو الدولية؛ إذ سيكون جماهيرياً في الصالات المحلية».