لا أحد يعرف ماذا سيحدث في مصر يوم الأربعاء 25 كانون الثاني (يناير) الحالي. مَن دعوا إلى الثورة الأولى يطالبون اليوم الناس بالنزول إلى الشوارع مجدداً، احتجاجاً على تفريغ الانتفاضة من مضمونها، وبقاء نظام مبارك كما هو من دون أي تغيير، باستثناء تغيير الرأس! النظام الحاكم يحاول الآن جاهداً إقناع الجماهير بأنّ أي تحركات ثورية تعني إسقاط الدولة. هذا الواقع انعكس سلباً على القطاع الفني والسينمائي، إذ لا يمكن أيّ منتج أو موزّع مصري المخاطرة في طرح فيلم ذي ميزانية عالية في ظلّ هذه الظروف، رغم أن تلك الفترة كانت تشهد في الأعوام السابقة رواجاً مقبولاً في شباك التذاكر، وخصوصاً أنّها تتزامن مع بدء إجازة منتصف العام الدراسي، وصولاً إلى عيد الحب.
في الوقت نفسه، لا تحتوي خزانة الأفلام المصرية على أعمال جماهيرية من النوع الذي يحبّه شبّاك التذاكر. بالتالي، لم يكن هناك من حل سوى الدفع بأفلام متوسطة الكلفة من أجل دوران العجلة، على أمل أن يهدأ الشارع المصري قبل موسم الصيف. في الوقت نفسه، كان طبيعياً أن تختفي الأفلام التي تتناول الثورة المصرية، لأنّه يصعب إنتاج أفلام عن حدث ما زال مستمراً، ونشاهد تداعياته حتى اليوم. مع ذلك، فهناك أعمال تطرح بطريقة أو بأخرى «ثورة 25 يناير» وأسبابها والفساد المستشري في البلد. وبناءً عليه، يتصدّر قائمة أفلام شهر الاحتفال بالعيد الأول للثورة المصرية شريط «واحد صحيح»، الذي ينطلق عرضه غداً الأربعاء (تأليف تامر حبيب، إخراج هادي الباجوري، بطولة هاني سلامة، وبسمة، وكندة علوش، وعمرو يوسف، ورانيا يوسف، وياسمين رئيس). عُرض الشريط للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي الأخير من دون أن يحصل على أيّ جائزة. يحكي العمل قصة مهندس ديكور وسيم يسعى كل المحيطين به إلى إيجاد العروس المناسبة له. لكنّ حبه القديم لفتاة مسيحية ما زال يسكنه، بينما يحاول التخلّص منه عبر الانخراط في غراميات متعددة. عانى الشريط تعقيدات درامية حرص تامر حبيب على زيادة جرعتها، لكنّ أداء الممثلين كان متماسكاً إلى حد بعيد. علماً أنّ العمل موجّه على نحو أساسي إلى الشباب اليافع المهتم بتفاصيل العلاقات العاطفية.
وسط ذلك، أعلن المخرج علي رجب طرح فيلم «ريكلام» في 24 من الشهر الحالي. يعدّ الشريط اختباراً جديداً لجماهيرية بطلته غادة عبد الرازق، أحد أبرز الأسماء في القائمة السوداء. ويدور العمل حول حياة العاملات في الملاهي الليلية، لكنّ رانيا يوسف خرجت لتعلن تبرؤها من الفيلم بسبب حذف المخرج معظم مشاهدها لمصلحة غادة عبد الرازق، وفق ما أعلنت. لكنّ رجب أكّد أنّ الفيلم نجا من مقصّ الرقيب بسبب غياب المشاهد الحسية رغم طبيعة القضية التي يناقشها الشريط. وحتى الآن، لم تقرّر الشركة المنتجة لفيلم «حلم عزيز» ما إذا كانت ستطرح العمل الذي يؤدي بطولته النجم أحمد عز. مع العلم أنّ فيلم عز الأخير «365 يوم سعادة» طُرح ليلة الثورة الأولى، وبالطبع لم يحقق الإيرادات المتوقعة. أما «حلم عزيز»، فيدور داخل أروقة عالم رجال الأعمال، ويقدم نموذجاً لرجل أعمال يدعى عزيز يستخدم كل الطرق الملتوية بهدف تحقيق مآربه وأحلامه، من دون أي اهتمام بالمصلحة العامة وخير بلده. ويشارك في البطولة كل من حورية فرغلي، وصلاح عبد الله. ويجسد شريف منير دور والد أحمد عز، فيما الإخراج لعمرو عرفة، في ثاني تعاون له مع عز بعد فيلم «الشبح».
وأعلن المخرج علاء الشريف طرح أول أفلامه «الألماني»، تزامناً مع انطلاق إجازة نصف العام الدراسي. ويدور العمل حول مذيعة تلفزيونية تستضيف أمّ أحد البلطجية الذي صُوِّر وهو يسرق ويقتل أحد الضحايا، لنكتشف بطريقة الفلاش باك كيف تحوّل هذا الإنسان من شخص عادي يتحدّر من منطقة شعبية إلى بلطجي شهير يكنّى بـ «الألماني». علماً أنّ الشريط من بطولة محمد رمضان، وأحمد بدير، وعايدة رياض وضياء عبد الخالق. وفي الموسم نفسه، تقرّر طرح «عش الزوجية» للفنان رامز جلال، وإخراج أحمد البدري. ويجسّد رامز في العمل شخصية سالم الشاب المستهتر وزير النساء الذي تعاني زوجته كثيراً من علاقاته وغرامياته. ونظراً إلى تدليل والده له، ينجح سالم في نسج إقامة علاقة وطيدة بالمدير المالي للشركة التي يمتلكها والده، فيحصل على كل ما يحتاج إليه من أموال وينفقها على البنات! ويشارك في بطولة العمل إدوارد، وحسن حسني، وإيمي سمير غانم، فيما تظل كل المواعيد موقتة في انتظار ما سيحدث في الذكرى الأولى للثورة المصرية.



من «كان» إلى المحروسة

يسعى المشاركون في المشروع السينمائي «18 يوماً» إلى طرح الفيلم تجارياً تزامناً مع الذكرى الأولى للثورة المصرية. والمشروع هو أول وآخر عمل روائي يُنتج حتى الآن عن الثورة، وعرض للمرة الأولى في «مهرجان كان السينمائي» الأخير خلال شهر أيار (مايو) الماضي. وهو عبارة عن 10 أفلام قصيرة تدور حول الثورة من زوايا عدة. وقد شارك في بطولتها العديد من النجوم، أبرزهم أحمد حلمي، ويسرا، ومنى زكي (الصورة). ومن أبرز المخرجين شريف عرفة، ويسري نصر الله وكاملة أبو ذكرى.