مشروع لمّ شمل فرقة «كناوة ديفيوجن» سيتجسد أخيراً في منتصف عام 2012. أعضاء الفرقة شرعوا في تسجيل الألبوم الجديد، الذي سيطرق أبواب الرّبيع العربي في ذكرى مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر. ارتبط اسم أمازيغ كاتب بالفرقة التي تأسست في مدينة غرونوبل الفرنسية. إليها يعود الفضل في عصرنة موسيقى الكناوة، التي نشأت بين قوافل «العبيد» السود، القادمين من غينيا والسنغال إلى شمال أفريقيا. في ألبومها الجديد، ستراهن الفرقة الشهيرة على تطوير أساليبها الفنية من أجل استعادة مكانتها، مع المحافظة على الروح نفسها المقتبسة من نبض الشارع المغاربي من خلال توظيف اللّغات العربية، والفرنسية والأمازيغية في كتابة كلمات الأغنيات. ولن يخلو الألبوم أيضاً من مقاربة القضايا السياسية طبعاً، والتأكيد على التزام أمازيغ كاتب وأعضاء الفرقة على مواجهة التطرف الدّيني، إضافةً إلى ذلك، فإن الراهن سيمثّل أحد المحاور الرئيسية في الألبوم، متمثلاً خصوصاً في ثورات الشعوب العربية، ومعارضة أمازيغ لتدخّل الناتو في ليبيا.
وبما أن صدور العمل سيتزامن مع مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، فإن قائمة الأغنيات ستتضمن خيبة الجيل الراهن من الفساد وانسداد أفق الأمل. فرقة «كناوة ديفيوجن» كانت ولا تزال تعدّ من أهم منتقدي نظام بوتفليقة. تعرّضت أغنيتاها «يا لايمي» و«ماتش بطيخ» اللتان اندرجتا في ألبوم «سوق سيستام» (2003) لانتقاد واسع شنّته الجهات المحافظة، إذ تضمنتا نقداً صريحاً لسياسة المصالحة الوطنية (2001 التي ترتب عليها عفو وطني شامل عن الجماعات الإرهابية التي كانت طرفاً في عشرية الدم خلال حقبة التسعينيات، وفي اغتيال حوالى 200 ألف جزائري، كما أنّ أمازيغ كاتب شارك في شباط (فبراير) الماضي في التظاهرات الشعبية التي طالبت برحيل النظام.
عودة الفرقة ستضعها أمام منافسة جديدة. القطيعة التي عرفتها طيلة خمس سنوات، أفقدتها بعض بريقها، وصرفت عنها جمهوراً توجّه لمتابعة فرق أخرى تنشط في التوجه نفسه. وإذا كانت خصوصية «كناوة ديفيوجن» تنبع من قدرتها على صهر أنماط فنية غربية ومحلية مثل الكناوة، والريغي، والشعبي، والروك، فإنّ الجمهور ينتظر منها اليوم توسيع هامش التعبير، وتجاوز الرقابة الذاتية في التعاطي مع الراهن الذي تغرق فيه غالبية الفرق الأخرى.