عكّا | «جئنا لنغنّي للحبّ والوطن والحريّة، فاكتشفنا أنّ حريتنا سُرقت منا»، هذا ما نشره باسل زايد (تراب) على صفحته الفايسبوكيّة. أثناء مشاركته في حفلة «رأس السنة على الطريقة الفلسطينيّة» التي أقيمت في «ميدان الشهيد ياسر عرفات» (رام الله)، طُلِب من الفنان الفلسطيني إيقاف أغنية «بكرا إعلان الدولة»... بقرار أمني.
المهرجان الفنّي نظمته مجموعة «شباب منحبّ البلد» احتجاجاً على المشاريع التطبيعية المتمثلة في المؤتمرات والحفلات، ومنها دعوة أحد الفنادق الكبرى في رام الله للراقصة الإسرائيلية نتالي حاي للرقص ليلة العيد! تجاوبت سريعاً مع الدعوة مجموعة من الفنانين والفرق، منهم ريم تلحمي، وفرقة «دار قنديل»، وفرقة «عالرصيف»، إلى جانب جمهور غفير شارك رغم البرد القاسي.
«بكرا إعلان الدولة/ شو هالدولة؟/ شو هالدولة؟» يقول مطلع الأغنية التي أطلقت شهرة فرقة «تراب» لما تتميّز به من سخرية سوداء. الأغنية التي كتبها الشاعر عامر بدران ولحّنها زايد وغناها، تقول: «لا فيها سلاح ولا جنود/ ما بيلزمنا/ أصلاً ما في إلها حدود/ ما بيلزمنا/ وليش الشرطة وليش الجيش/ ما بيلزمنا/ حتى اللي بسألنا ليش؟/ ما بيلزمنا/ بكرا إعلان الدولة».
حالما بدأ زايد بتقديم أغنيته، توجّه أحد القيّمين على الحفلة إلى المنصة، وهمس في أذنه طالباً منه عدم غنائها. «طلب مني وقف الأغنية بعدما طلب عناصر من الأمن ذلك من أحد القيّمين على الحفل. لم يتجاوب المنظّمون بسرعة مع الطلب الأمني، لكنّهم أبلغوني بذلك حين لاحظوا أنّ هناك إمكان لافتعال مشكلة تكون ذريعة لإيقاف الحفلة برمّتها».
في اليوم التالي، أُبلغ باسل زايد بأنّ ما حصل ليلة رأس السنة لم ينتج من قرار رسمي، بل كان عبارة عن «إجراءات فردية» اتخذها أفراد اعترضوا على الأغنية. لكنّ زائد فوجئ صباح أمس بتصريح للعميد يوسف عزرين، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة، نُشر عبر صحيفة «الأيام»، يقول: «منظمو الحفلة حصلوا على ترخيص وفق الأصول، لكن ما حصل أن الفنان باسل زايد، استفز الكثير من المواطنين بكلمات الأغنية، ما دفع بعناصر الشرطة والأجهزة الأمنية إلى الطلب من القائمين على الحفلة وقف الأغنية، حفاظاً على سلامة الفنان زايد، وللحيلولة دون أي اعتداء كان محتملاً ممن استفزتهم كلمات الأغنية». إلا أنّ زايد يستغرب الأمر، وخصوصاً أنّ «الجمهور كان سعيداً ومتفاعلاً مع الأغنية، ومستاءً من إيقافها»، كما يخبرنا.
هذا الإجراء الرقابي، أغضب الكثير من الفلسطينيين الذين احتجوا عبر صفحات فايسبوك على «القرار الأمني القمعي» الذي جاء من سلطة مقموعة أصلاً من الاحتلال الإسرائيلي.