عطا الله حنا * على الغلاف | سامر الفلسطيني كما نلقّبه في مدينة القدس، هو فخر لفلسطين كُلها وليس لعائلة العيساوي الكريمة المجاهدة وحدها. من خلال سيرته الطيبة ونضالاته المباركة، أكّد لنا أنّ تحرير فلسطين لا يمكن أن يكون إلا عبر بوابة المقاومة والنضال والعمل الوطني والصمود في مواجهة المُحتل. واكبتُ نضالاته منذ أشهر عديدة وفي الفترة العصيبة التي كان فيها مضرباً عن الطعام، فكنت دائماً أزور أسرته وأتحدث مع أصدقائه زملائه ونتبادل بعض الرسائل عندما كان يقدر على ذلك.
نحن في المدينة المقدسة نفتخر ونعتز ونتباهى أنّ مدينتنا قدمت للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية شاباً مثل سامر العيساوي الذي استطاع بصموده وثباته أن يحقق ما يصبو إليه؛ وهي تطلعات كُل الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
سنبقى ثابتين صامدين في دفاعنا عن المدينة المقدسة، ولن نتنازل عن ذرة تراب من ثرى القدس مهما اشتدت المؤامرات والضغوط التي يعرف الجميع من يؤججها ومن يقودها، وهي لا تهدف إلّا لتصفية القضية الفلسطينية وتأجيج الصراعات في المنطقة. لكن قضية فلسطين ستبقى قضية شعب حيّ لن يموت وهي قضية عدالة وقضية الأمة العربية والأحرار في العالم، وهي قضية إنسانية بامتياز تتبناها شريحة كبيرة في كل أرجاء العالم تزداد يوماً بعد يوم. صحيح أن الحكومات لديها اعتبارات مختلفة، لكن الشعوب معنا، ونتحدث هنا عن شرائح كبيرة من الشعوب في العالم. وهي ليست فقط مؤازرة لنا، فهي تتبنى القضية الفلسطينية جملة وتفصيلاً. هؤلاء يجب أن نبقى على اتصال دائم معهم وهم سند دائم لنا. علينا أن نوجه لهم التحية وإلى جميع الأحرار في العالم الذين يقفون يقولون كلمة الحق في وجه الاحتلال والعنصرية.
ونؤكد أنّ فلسطين ستبقى أيضاً نموذجاً في الاخاء الديني الإسلامي المسيحي، ونؤكد رفضنا لهذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها منطقتنا العربية بهدف تفكيكها وتقسيمها على خلفية انتماءات مذهبية أو طائفية. ستبقى فلسطين ورسالة فلسطين هي رسالة الوحدة الوطنية والآخاء الديني والتضامن الإسلامي المسيحي وستبقى بوصلتنا هي القدس وفلسطين.
وإنني مجدداً وعشية العام الجديد أود أن أوجه تحية خاصة لسامر العيساوي، وأقول إنّ فرحتنا لن تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى وعودتهم إلى وطنهم لكي يواصلوا عملهم الهادف إلى الحرية والاستقلال.
* مناضل ورئيس أساقفة
سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس