الأرضُ هاويةْ.
والطريقُ إلى السماواتِ مقفلة
بصلواتِ المرائينْ
وحواجزِ اللصوصِ والملائكةْ.
.. .. .. ..
يا ربَّ الأرضْ!
يا ربّ الشعراء، والحالمين، وفاقدي الأملْ!.
ربّ الخائفين، والثكالى، والطيرِ، وضِعافِ البهائمْ..
يا ربَّ الأرضْ!
: إنْ لم تستطعْ إصلاحَها
اِجعلْها خراباً!
12/9/2012

خسائر قابلة للعَدّ



«إلى زياد الرحباني»
نَجَتْ ذُريّةُ الوحشْ.
نجا حرّاسُ زريبةِ الوحشْ.
نجت صيحةُ الوحشِ في كهفِ الوحشْ.
نجا الوحشْ.
نجت العقائدُ ومُنْشِدوها وصيارفةُ معابدها.
نجا الخوفُ وصانعو الخوفْ.
نجت المقبرةْ.
.. .. .. ..
.. .. .. ..
فقط:
لم تَنْجُ مزهريةُ الوردْ.
لم تنجُ ترتيلةُ صباحِ العيدْ.
لم ينجُ الحسّونُ الملْهَم
ولا خُطّاف الربيعِ رشيقُ الأحلامِ والأجنحةْ.
لم ينجُ الشعاعُ الذي
نزلَ يستحمّ في كأسِ ماءِ الشيخْ
(طبعاً.. ولا الشيخ)
لم تنجُ البنتُ التي كانت تُدَندِن:
«حبيبي! يا حبيبي!..».
لم تنجُ المرأةُ الساهية
التي أحرقتْ أصابعَها في وعاءِ الزيت
وفاحَ من قميصها بخارُ الطبخةْ.
لم تنجُ القطةُ العجوز
التي تحرسُ نعاسَها وأريكتَها
وتُسَلّي، بزئيرها الواهِنِ، فئرانَ سقيفةِ المنزل.
لم ينجُ الحائط
ولا صحنُ الفاكهةِ في صورتِهِ الخالدةِ على الحائطْ.
لم ينجُ كتابُ أشعارِ الجَدّ..
لم تنجُ خواطرهُ الغامضةُ على حواشيه.
لم ينجُ سريرُ الطفل.
لم ينجُ الطفل.
لم تنجُ رضّاعةُ الطفل.. ولا أصداءُ ضحكةِ الطفل.
لم تنجُ الحصّالةُ خفيفةُ الدم
التي، كلما وقعَ في جوفها قرش،
فاضت من أحشائها الموسيقى.
لم تنجُ الموسيقى.
.. .. .. ..
.. .. .. ..
نعم!
الخسائرُ تُعَدُّ وتُحصى.
نجا الغبارُ والعدمْ.
نجت الدموع.
12/9/2012