قبل أن تخمد النيران التي أشعلها «ما في متلو» (إخراج ناصر فقيه) قبل شهرين (الأخبار 1/10/2013) إثر جرعات العنصرية تجاه اللاجئين السوريين التي تضمنها، جاءت حلقة الأسبوع الماضي لتزيد الطين بلّة. البرنامج الساخر الذي يعرض على mtv (الخميس ــ 20:45) أبى إلا أن يهزأ بما يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان، وخصوصاً في فترة الصقيع التي يفتقرون فيها إلى أدنى مقومات العيش. الاسكتش (2:11 دقيقة)، يُظهر الممثلة رولا شامية (الصورة) أثناء تشغيل محرّك سيارتها التي تتعطل فجأة لتكتشف لدى فتح الغطاء بأنّ عاملاً (عادل كرم)، عُرف من خلال لهجته أنّه سوري الجنسية، اتخذ منه مأوى له. يدور حديث بين الاثنين يكشف مرارة عيش هذا العامل وقذارة التعامل معه. تسأله شامية: «ماذا تفعل في سيارتي؟»، فيجيبها: «بدنا ندفّى شوي عم تمطّر»، قبل أن تصرخ بوجهه: «شو خصني أنا؟». بعدما «كسرت» شامية بخاطر العامل، يسألها الأخير: «ليه انتوا اللبنانيين ما بتحبوا تساعدوا؟»، فتنتفض مستغربة: «شحّاد ومشارط؟!».
لحظات قليلة أعادت إلى الأذهان ما دأب عليه ناصر فقيه ومن ورائه mtv التي دمغت شاشتها بأقصى درجات العنصرية حين سخرت من الفلسطينيين وحقوقهم المكتومة في لبنان. صحيح أن «ما في متلو» عمد لدى انتقاله الى «محطة المرّ» آتياً من «المستقبل» الى الابتعاد عن زواريب السياسة، لكن النهج المتبع حالياً لا يبشر بالخير مع تكرار السخرية البغيضة من أناس هربوا من الموت، ليجدوا أنفسهم يتلحفون العراء. فهل ينقص هؤلاء بعد عنصرية «ما في متلو»؟

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab