عليكَ أنْ تكونَ قويّاً .
عليكَ أنْ تكون صبوراً .
عليك أن تكونَ شجاعَ القلبِ والعقلِ والذراعْ.
عليكَ - كيلا تُبصرَ خوفَهُ .. فتخافْ -
ألّا تُطيلَ التحديقَ في عينِ غريمِكْ.
عليكَ أن تَأمَلَ، وتَطمحَ ، وتفوز.
عليكَ أن تقول: أنا.. ولا أحدْ .
*
عليَّ وعليَّ وعليّْ !...
لكأنّكم تطلبون مني أن أكون محارِباً !
ببساطةٍ شديدةْ :
ذلك ما لا أستطيعُهْ .
10/9/2012

لوركا الحيّ ..



1
ما عاد يخيفني موتُه . ما عاد يخيفني تَذَكُّرُ موتِهْ.
ما عاد يخيفني خوفُ الهاربِ، ولا سُعارُ مُطارديهْ.
ما عاد يخيفني قمرُ غابةِ الزيتونْ
ولا طلقةُ الرُّماةِ في الظَّهر.
ما عاد يخيفني الدمُ الواقعُ على الحصى
ولا شهقةُ اليائسِ : « وَيْلي !....»
ولا صرخةُ المستغيثِ : «إلهَكم .. وإلهي !...».
ما يخيفني الآنْ، ما يخيفني أكثرَ وأكثرْ:
أنْ يكون لوركا ما يزالُ حيّاً..
وأنهُ لا يزال صالحاً للموت مرةً ثانيةْ.

2
في كلّ يومْ، في كلّ عصرْ،
تحت كلّ قمرٍ وفي كلّ بلادْ:
لوركا يموت ..
لوركا صالحٌ للموت .
وثمة، دائماً، رصاصةٌ فارغةٌ لا بدّ منها ..
رصاصةٌ فارغةٌ وحيدةْ
تَدُسُّها العدالةُ بين طلقاتِ فصيلِ الإعدامْ
كي تمنحَ الجميع - جميعَ القتلةْ -
نعمةَ الشعور بالبراءةْ .
.. ..
ثمة، دائماً، لوركا يموتْ .
لكنْ، أبداً:
لا وجودَ لقاتلْ .
.. ..
.. ..
آهٍ لوركا! آه لوركانا !
قَتَلكَ الجميعْ
ولم يقتلكَ أحدْ .
10/9/2012

حائكُ الدمع



في كلّ صباحْ. في كلّ مساءْ . في كلّ وقتْ ..
مثلما يَغْزِلُ الحائكُ خيطاً، والطائرُ يضيفُ قشّةً جديدةً إلى العشّْ:
أُغمضُ عينيّ على زماني
وأَتنصَّتُ إلى ظلمةِ الأرضْ.
أفكّرُ في ما شهدتُ وما سأشهد
في مَن واسيتُ ومَن ودّعتُ ومَن قَبَرْتْ.
أفكّر في ما سوفَ ... ومَن سوفَ ...
ثم ألتقطُ هذا القلمَ الحزين
محراثَ اللوعةِ وسفيرَ المآتمْ.. ؛
وعلى هذه الورقةْ
على هذه الورقةِ الجرداء
أسكبُ ما تراكَمَ فيهِ مِن ظلامِهِ وظلامي
وأكتبُ دمعةً أخرى .
11/9/2012