بالتعاون مع «معهد غوته» في بيروت، ينظم مازن كرباج أمسية لرباعي النحاسيات «أريحا» أوAriha Brass Quartet. هذه الأمسية يستضيفها نادي «مترو المدينة» (الحمرا – بيروت) الذي سبق أن احتضن أمسيات أخرى ضمن مهرجان «ارتجال» السنوي الخاص بالموسيقى المرتجلة الحرة في لبنان.
النادي، الحديث نسبياً، فتح أبوابه منذ البداية لشتى أنواع التعبير الفنّي. وفي الجانب الموسيقي، اعتمد سياسة عدم تهميش أي نمط، من الطرب إلى الراب والروك والارتجال الحر. إذاً، يجتمع مساء غدٍ أربعة موسيقيين، ثلاثة أوروبيين (اثنان منهم من ألمانيا والثالث من النمسا) ورابع لبناني هو مازن كرباج (الصورة)، أحد رواد هذا التيار الفني الإشكالي في لبنان.
الفرقة رباعية. الآلات نفخ نحاسية. التركيبة غير مألوفة، بل غريبة. حسناً، لكن إذا أخذنا الحرية (المفرطة؟) التي تحكم قواعد هذا التيار في الاعتبار، على كل المستويات، يصبح جمْع ثلاث آلات ترومبت وآلة توبا (الآلة الأضخم في عائلتها) مسألة عادية جداً. وأكثر من ذلك، تبدو هذه التركيبة الأمر الأكثر طبيعية، مقارنةً بآلية العمل المتّبعة في هذه الموسيقى، وأكثر منها النتيجة الموسيقية الأخيرة، أي الأعمال الفنية/ الصوتية التي يتلقاها المستمع.

تضم هذه الفرقة موسيقيَّين يعرفهما جيداً جمهور هذا النشاط في لبنان، وهما عازفا الترومبت أكْسل دورنر الألماني وفرانتس هاوتسينغر النمسوي، إذ سبق أن شاركا في مهرجان «ارتجال». أما مازن كرباج (1975)، فهو الترومبت الثالث والمضيف، علماً بأن البعض يعرفه من نشاطه الفني التشكيلي، الذي لا يبتعد في الجوهر عن نشاطه الموسيقي. إلى عازفي الترومبت الثلاثة، ينضم عازف التوبا الألماني كارل لودفيغ هوبْش (1966)، ليعمل الأربعة على مقطوعاتٍ انطلاقاً من التفاعل بينهم (وهذه آلية العمل في التأليف!)، تحضيراً لتقديمها في عزف حيّ ثم تسجيلها لاحقاً.
أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن البعض يرى في التناغم الموسيقي محاكاة للطبيعة. هذا البعض قد لا يكون بالضرورة موسيقياً، بل عالم أحياء أو فيزيائياً أو غير ذلك. الطبيعة (الحيوانات وحتى النباتات) تحب التناغم الموسيقي. فهو آتٍ منها أصلاً. قد تكون هذه الحقيقة العدو الأول لهذا التيار على المدى الطويل. وقد يتبيّن أن ثمّة تناغماً من نوعٍ آخر في الطبيعة.



Ariha Brass Quartet: 22:00 مساء غد الجمعة ــ «مترو المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/753021