«عا سطوح بيروت» (إعداد وتقديم داليا داغر، وإخراج إيفان خليفة) الذي انطلق أخيراً ضمن برمجة otv الجديدة، عُرّف عنه كفسحة يستلهم عنوانه للإضاءة على «كل شي منشوفه حلو، ولا ينسى الأمور البشعة» كما أوردت مقدمة البرنامج داليا داغر في سياق تعريفها بهذه المجلة الاجتماعية. ثلاثة محاور أساسية تطبع أسبوعياً هذا البرنامج من خلال فقرات منوّعة يصل عددها إلى عشر بين الموضة وشؤون الاغتراب والفن والديكور. لكن مع توالي حلقاته، ظهر جلياً أنّ البرنامج تحوّل إلى منبر للترويج لشخصيات من «التيار الوطني الحر»، نواباً كانوا أو وزراء.
استضافتهم داليا داغر طوال هذه الحلقات وصولاً إلى تاريخ الحلقة الماضية، أي في 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وآخرهم كان النائب ناجي غاريوس. هكذا، باتت فقرة «من القلب إلى القلب» في البرنامج ملازمة للإضاءة على «الوجه الآخر» للشخصيات البرتقالية المستضافة التي تأخذ المشاهدين إلى الأماكن التي ترتادها دوماً طلباً للاستجمام وللراحة.
حفلات متتالية من التمجيد وإضفاء صورة ناصعة على هؤلاء، ولا سيما على من يتسلمون حقائب وزارية. بدوا أناساً من كوكب آخر لا يرتكبون الأخطاء والهفوات. همّهم المواطن وحقوقه، ملتزمون الخط العوني إلى النهاية. بعدما دشّن وزير السياحة فادي عبود البرنامج (راجع الكادر)، استقبلت الحلقة الثانية النائب زياد أسود «اللبناني وليس النائب اللبناني» كما وصفته داغر. حلقة شبيهة بسابقتها مع التبرير لصورة تداولها الإعلام تظهر أسود حاملاً مسدساً حربياً معترضاً على مجيء عدد من اللاجئين السوريين إلى مدرسة جزين (جنوب لبنان).
التبرير كان أنّ المكان لا يتسع لهؤلاء، والنائب أظهر مسدسه «كي يشعر الناس بالأمان» في ظل الوضع الأمني الهشّ هناك! في الحلقة التالية، جاء دور استضافة وزير الاتصالات نيكولا صحناوي. ذهبت بنا الكاميرا إلى منزله في فاريا حيث يلجأ عادة «للابتعاد عن الهموم والمشاكل».
رأيناه كيف يهتم بالطبيعة ويقود شاحنته الصغيرة، وكيف يصلح عجلات هذه الشاحنة التي تعطلت فجأة ليقوم بعدها بلعب «الفليبر» والـ«بايبي فوت»، ويقول إنّ الوزارة أخذت كل وقته اليوم ويصبّ تركيزه على «الوطن والمواطن».
وبحسب داليا داغر، فإنّ وزير السياحة غابي ليون هو محبّ للآثار وهمه الحفاظ على التراث اللبناني، ولم يرتكب كبرى «المجازر» بحق الآثار في عهده. هكذا ظهر في تقرير بث في الحلقة السابعة حيث جال مع فريق العمل على «المتحف الوطني»، وشرح «إنجازات» وزارته في الترميم والاهتمام بهذا المرفق.
تسأله داغر عن سبب ارتفاع شعبيته في زحلة، فـ«هل يعود هذا الأمر إلى انخراطه في التيار؟» يجيب بالقول: «أنا ما كان عندي شعبية قبل ما فوت على التيار». الفقرة الأكثر استفزازاً ربما كانت تحويل منبر هذا البرنامج إلى محاولة تبرير كل ما قامت به وزارته والردّ على «الشائعات والخبريات» (كما قالت المذيعة) بشأن تدمير المواقع الأثرية والتفريط بالإرث الأدبي والفني كما حصل مع قضيتي المرفق الفينيقي ومنزل الكاتب أمين معلوف.
يتصدر الوزير المشهد في ما بعد عبر إظهاره رجلاً منقذاً وحريصاً على هذا التراث من خلال إلزام مالك مبنى منزل معلوف بالتعهد بعدم الهدم، وأيضاً من خلال القول بأنّ المرفق الفينيقي غير أثري وفق ما أثبتت الدراسات العلمية! وفي الأسبوع الماضي، أطلّ علينا النائب ناجي غاريوس الذي ابتسم عندما خسر في الانتخابات النيابية عام 2009. لماذا ابتسم؟ تسأل داغر، فيجيب غاريوس بكل ثقة: «لأنني أول مرة أتذوق طعم الخسارة»! هذه الحلقة ربما كانت الأكثر وضوحاً في التمجيد والمديح الذي طاول العماد ميشال عون من خلال عرض رسائل خاصة كان يكتبها عون لغاريوس وزوجته بالفرنسية يعود تاريخها إلى عام 1990، بالإضافة إلى عرض صور قديمة تجمعهم عندما كانوا في المنفى الفرنسي.
كان يمكن أن تمرّ استضافة بعض شخصيات التيار البرتقالي في حلقات «عا سطوح بيروت» مرور الكرام. لكن هذا التناوب الفاضح طرح علامات استفهام حول توجّه البرنامج ورسالته التي باتت واضحة في تحويله إلى منبر ترويجي يذهب في المغالاة إلى حد أقصى، ويوهم الناس بأنّ بعضاً من التبريرات التي قدمت حول بعض أفعال هذه الشخصيات قد تقنع الناس لدى اقترانها بإظهار الوجه الإنساني والحميم لهذه الشخصيات.
لكن طبعاً، على القائمين على البرنامج إعادة النظر في ما يطرح حتى لو موّهوه بالعديد من الفقرات والمنوعات التي لن تغطي على الهدف
الأساسي.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab

«عا سطوح بيروت»: كل اثنين 21:45 على otv



«مشاوي» فادي عبود ليس لدينا فرع آخر

كان تدشين برنامج «عا سطوح بيروت» مع وزير السياحة فادي عبود الذي أغدقته المذيعة بالمديح لدى الترحيب به، فقالت له: «لن أقول لك وزيراً في الحكومة المستقيلة؛ لأن فعاليتك موجودة على الأرض». ويبدأ البرنامج عادةً بتلاوة سير الضيوف الذين يراوح عددهم بين 4 و 5 آتين من مختلف الميادين، وعلى رأسها السياسة. كيف يقضي نهاره عبود؟ سؤال أجاب عنه التقرير الذي كشف لنا أنّ الوزير يطهو ويتذوق وهو مرتاح بلباسه الرياضي ويُعدّ المشاوي ليتناولها في ما بعد مع فريق otv ويتبادل معه الأنخاب.