يكتنز الممثل السوري المخضرم عبد الهادي الصباغ الكثير من الدهشة والإبداع، فأحلامه لم تتغيّر، وما زالت مرتبطة بالتمثيل الذي يرى أنه بات عرضة للاستسهال في السنوات الأخيرة. شارك في الموسم الرمضاني الأخير بمسلسلين. الأول لم ير النور هو «حمّام شامي» للمخرج مؤمن الملا، وربما حالفه الحظ لعدم عرضه، على اعتبار أنه يعتمد بنسبة كبيرة على التهريج، وعلى الأغلب أنّ أيّ محطة لم تقدم على شرائه، فيما كان دوره في «الولادة من الخاصرة 3» (منبر الموتى) لسامر رضوان وسيف الدين السبيعي كفيلاً بتحقيق حضوره الجماهيري المناسب خلال الموسم الماضي. شخصية «أبو حسام» التي أدّاها في العمل حقّقت شعبية، وخصوصاً أنها تشبه شخصيات حقيقية. وقد أدّاها الصباغ ببراعة، ولفّ فيها الواقعية والكوميديا السوداء بطريقة محترفة. في حديثه لنا، يقول «كنت أُصادف بعض المشاهدين في مقاهي دمشق، وهناك من كان يقدم على نحو جديّ على مناقشتي في أفعال تلك الشخصية، كأنني المسؤول الحقيقي عنها، وذلك دليل على تأثر الجمهور بها». يجزم نجم «يوم ممطر آخر» بأن أجمل ما سمعه من نقد حول دوره كان من حفيده الصغير الذي شتم جده في مداعبة طريفة لأنه «تحوّل إلى عوايني وشبيح يحوك المكائد للناس».
هذه الأيام، لا يعرف نجم «نساء صغيرات» الهدوء. يقضي أيامه بين بيروت ودمشق. لطالما بذل جهداً لكي يرافقه زملاؤه الفنانون إلى مدينتهم المفضلة بعدما هجروا الوطن. «رغم جراحها، تتفوّق الشام على مغريات أيّ مدينة أخرى» بحسب الصبّاغ. ما زالت أسواق المدينة القديمة تحمل لافتات محلات الصباغ الشهيرة، وهي عائلة الممثل الذي تمرّد على عادات وتقاليد قاسية، حتى تمكّن من دخول الفنّ في بداياته. في هذه الأيام، ينهمك «أبو طارق» في تصوير دوره في مسلسل «خواتم» للكاتبة ناديا الأحمر وإخراج ناجي طعمي، ويجسّد دوراً يصفه بـ«البسيط. أؤدي شخصية رجل دخل السجن. وعندما غادره، قرّر التفرّغ للبحث عن أولاده وزوجته. خلال رحلته المحفوفة بالمخاطر تحدث معه مفارقات مهمة، فيسلّط العمل الضوء عليها ويرويها في حكبة درامية مشوقة».
من جهة أخرى، ينهمك الصباغ في قراءة نصوص سيختار منها المناسب والأفضل، ليحضر في عملين إضافيين في رمضان المقبل. يقرأ حالياً «قربان»، الذي كتبه السيناريست الشاب رامي كوسا وسيخرجه علاء الدين كوكش، وفيه نتابع مكاشفة لمافيات المال ومساهمتها في إشعال الحريق السوري. ومن المتوقع أن يكون له دور جديد في الجزء السادس من السلسلة الشامية «باب الحارة»، الذي كتبه عثمان جحى ويخرجه بسام الملا. من المتوقع أيضاً أن ينضم إلى قائمة الممثلين الجدد في هذا العمل الممثل أيمن زيدان، وهو السبب في عودته إلى دمشق أخيراً، فيما يقرأ عبد الهادي الصباغ نصّ «الأخوة»، الذي كتب نصه المعرّب محمد أبو اللبن ولواء يازجي وسيصوّر في أبو ظبي تحت إدارة المخرج الليث حجو.
عن حياته في دمشق، يخبرنا الصباغ أنه «رغم القذائف اليومية والقتلى المدنيين، منهم أطفال ونساء، إلا أن الناس يتمسّكون بالحياة. وأنا أمارس يومي على نحو اعتيادي. أداوم في مكتبي في قلب دمشق، وأمرّ بمقهى «الروضة» يومياً. وقد أسهر لساعات متأخرة مع بعض الأصدقاء، الذين اعتدت الحياة إلى جانبهم في كل الظروف». أما عن سبب سفره المتكرّر إلى بيروت، فيؤكد بأنه يرتبط بمواعيد عمل ونقاشات لتجسيد شخصية رئيسية في المسلسل الكوميدي اللبناني «زفّة»، الذي كتبت نصّه مايا سعيد وسيخرجه هاني خشفة وتنتجه mtv ليكون الحضور السوري متمثلاً فيه وبزميلته الكوميدية سامية الجزائري.