عندما يتقدّم نجوم هوليوود في السن، يجنحون غالباً نحو أفلام تراعي سنهم، فيضيفون إلى مسيرتهم نمطاً جديداً من الاعمال والشخصيات تكمل ما استهلوه في صباهم. لكن البعض مثل سيلفستر ستالون وأرنولد شوارزنغر ربما يحتاجان لمن ينصحهما بالتخلي عن أفلام الحركة لأنّهما هرما.
بعد عداوة ومنافسة استمرتا أكثر من 20 عاماً، ها هو «المدمّر» و«رامبو» يعودان الى الشاشة معاً في عملهما الرابع بعدما خرجا من المنافسة كنجمي أفلام حركة لفترة طويلة. جمعهما المخرج السويدي مايكل هافستروم في «خطة الهروب» الذي لم يحقق حتى اللحظة الأرقام المتوقعة منه على شباك التذاكر. يحكي الفيلم قصة راي بريسلين (سيلفستر ستالون) الذي يعمل في مهنة نادرة تتمثل في الهروب من أهم السجون الأميركية بهدف كشف الثغر وتقديم سبل معالجتها، قبل أن يقع ضحية مؤامرة تودي به الى سجن في المحيط الأطلسي مخصّص للاعتقالات السرية وغير القانونية. هناك، يتعرف الى ايميل روتماير (أرنولد شوارزنغر) ليتعاونا معاً في وضع خطة هروب معقدة جداً. للحظة، يخال المشاهد أنّه أمام فيلم إثارة وتشويق بعيداً من أفلام الحركة والبطولات الخارقة، ويبدأ بدخول لعبة ذكية من محاولة كشف نقاط ضعف السجن واستخدام الحيل الجهنمية للهروب. لكن فجأة ينقلب المشهد، ويتحول العمل من شريط ألغاز الى شريط حركة، فيبدأ العجوزان في عرض عضلاتهما المترهلة ويدخلان المشاهد في دوامة الأبطال الذين لا يقهروا على الطريقة الهوليوودية المبتذلة.

بدا أرنولد أقل تكلّفاً واستطاع الظهور بشخصية أكثر حكمة من زميله الذي ما زال يعيش على أمجاد «روكي»، وبدا الأخير عاجزاً عن تقديم شخصية جديدة كأنه يمثل الدور نفسه في جميع أعماله. من الناحية الفنية، لا شيء مميزاً، ولا خيارات غير اعتيادية، حتى أن الشخصيات الثانوية بقيت ثانوية من دون جهد يذكر. لكن ما ينقذ العمل هو تركيبة القصة حتى منتصف الشريط على الأقل، فهي قادرة على شدّ المشاهد. واللافت أنّ الشريط يحوي الكثير من الرسائل السياسية التي تختلف عن المشهد الهوليوودي النمطي: إحالات غير مباشرة إلى سجن «غوانتنامو» وتلميحات إلى «بلاكووتر» وأخواتها، وإلى كالة الاستخبارات الأميركية التي تظهر شريكة في جريمة الاعتقال الاعتباطي والإخفاء القسري، فضلاً عن كون التعذيب نمطاً مقبولاً ما دام يجري خارج حدود أميركا. حتى أنّ الصورة التقليدية للعرب تختلف عن السائد، فهم أخلاقيون وايمانهم الديني لا يوحي بالتطرف. في المحصلة، العمل مسلّ ولو لم يكن مميزاً، فشأنه شأن معظم أفلام الحركة، قد يسرق انتباه المشاهد من دون أن يترك أثراً جدياً فيه.

Escape Plan: صالات «أمبير»، «غراند سينما»