بعد اجتماع أجرته «جمعية ماراتون بيروت» صباح اليوم، والتزاماً منها بدورها الفاعل كجزء أساسي من المجتمع المدني المساند للمواطن اللبناني، قررت استبدال شعار ماراتون بيروت لهذا العام من «منركض للبنان» إلى «إلك زمان بتركض للبنان؟ اليوم لبنان رح يركضلك». وأوضحت الجمعية أنّ القرار باعتماد الشعار السابق، كان ناتجاً من التمسك ببعض الأمل بوجود دولة في لبنان، ولدعوة اللبنانيين جميعاً إلى الاتحاد في يوم الماراتون (10/11) والركض من أجل الوطن، متناسين خلافاتهم وأحقادهم الطائفية والسياسية والطبقية والعنصرية.
لم يخفِ أحدٌ من أعضاء الجمعية تأثّره بالشعار الذي اعتمدته وزارة السياحة في الصيف الماضي «ليش في أحلى من لبنان؟»، لكن بما أنّ الدولة اللبنانية هي عبارة عن تكتّل لمجتمعات انعزالية تتخذ أشكالاً مختلفة، وتقدّم ولاءها الأوّل والأخير لزعيمها السياسي، تبيّن أنّ الشعار تحوّل من «منركض للبنان» إلى «منركض لزعماء الطوائف السياسيين». لذلك وجب تعديل الشعار، وتوجيه تحية إلى كل مواطن لبناني رفض أن ينضوي حتى اليوم تحت لواء الطائفة والزعيم السياسي، بل أصر على التعريف عن نفسه كمواطن يقدّم ولاءه للوطن فقط. هؤلاء المواطنون رفضوا أن ينالوا وظائف بدعم من الزعيم، محاولين الاعتماد على مجهودهم الشخصي، وطلبوا شطب القيد الطائفي من سجلات النفوس، ليعلنوا انتماءهم الأوّل والأخير إلى الوطن، وطالبوا بالزواج المدني، وبأن يحكم القضاء اللبناني أحوالهم الشخصية. هؤلاء ركضوا كثيراً لوطنهم، فيما كان زعماؤه يسعون إلى المحافظة على كراسيهم، وتضخيم ثرواتهم، وتغذية الشحن الطائفي والخوف من الآخر ضمن صفوف مناصريهم كي يبقوا بحاجة إليهم وإلى حمايتهم. ولأنّ هؤلاء ــ مهما كان عددهم وعمرهم ــ هم الأمل الوحيد بقيام دولة حقيقية تدعى لبنان، وليس تكتل مجتمعات وطوائف يحقد بعضها على بعض... لهذه الأسباب، قرّرت «جمعية ماراتون بيروت» توجيه تحية إلى هؤلاء المواطنين، ودعت الدولة اللبنانية إلى الركض من أجلهم لأنّ تلك الفئة من المجتمع لن تتحمل مزيداً من الركض. بل إنّ تزايد الخطر على السلم الأهلي بسبب «حروب صغيرة» (كما يدعوها المخرج اللبناني مارون بغدادي) تقودها الطوائف السياسية في لبنان، سيدفع من رفض الاحتماء بطائفته إلى الهجرة يوماً ما. أما أموال الحملة الإعلانية، وخصوصاً تلك التي قدّمها «مصرف لبنان»، فسوف تُستثمر في مشاريع تنموية للمناطق النائية والفقيرة في لبنان. مشاريع ستقضي على استغلال فقر سكانها من قبل الزعماء كوقود للحروب. وختمت الجمعية البيان، داعية الجميع إلى عدم تصديق ما ورد أعلاه، لأنّ كامل محتواه من نسج الخيال، ولا تنسوا أن تركضوا للبنان في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.