تنهمك المحطات السورية الرسمية بملفات عديدة وتفتح تغطياتها لإنجازات الجيش السوري وتقدّمه على المحاور. أيضاً، تجد مساحة للحديث عن التخبط السعودي والقمع التركي في مواجهة التظاهرات في بلاد الأناضول،. مع ذلك لم يمر خبر إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين مرور الكرام. تيقظت التلفزيونات الرسمية للنبأ ودخلت على الخط الساخن مع زميلاتها اللبنانية التي فتحت هواءها لتغطية الحدث.
وبينما ركزت مواقع الكترونية معارضة على جانب واحد من القضية، وهو انتظار الإفراج عن معتقلات سوريات لإتمام التبادل، كانت ضفة الإعلام الرسمي تحتاط من دون أدنى ذكر لموضوع المعتقلات والشرط المفروض لإتمام الصفقة. الفضائية السورية واكبت الحدث بسلسلة من الأخبار العاجلة أثناء استقبالها مجموعة ضيوف تحدثوا عن الأوضاع الراهنة. ولدى وصول طائرة المخطوفين اللبنانيين التسعة إلى مطار بيروت، نقلت صوراً عن تلفزيون «المنار»، قبل أن تستعين الفضائية السورية والإخبارية السورية بمراسلَيها الميدانيين هناك. في اليوم التالي (أمس)، ركّزت الشاشات السوريّة على تصريح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وشكره لسوريا على مساهمتها ودورها في هذا الملف، وتنافست على نقل عباراته مثل: «الشكر للشقيقة سوريا التي تجاوبت على أعلى المستويات مع متطلبات حل هذا الملف، بما يحفظ حياة المخطوفين اللبنانيين وصولاً إلى تحريرهم» .
في السياق نفسه، ركزت هذه المحطات على تهاني المسؤولين اللبنانيين «بعودة الرهائن التسعة بعد اختطافهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف حلب منذ أيار (مايو) 2012». وفي الوقت الذي اشتعلت فيه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر، أدت بعض الشخصيات السورية المحسوبة على المعارضة دورها المعتاد في التحريض والتجييش الطائفي، إذ حثت على «خطف الإيرانيين واللبنانيين لإجبار النظام على مبادلتهم بالأسرى والمعتقلين في سجونه»، فيما راحت صفحات سورية معارضة تشيد بالدور القطري والوساطة التي أدتها والمبالغ التي دفعتها في سبيل حلّ هذه القضية. إذاعة «شام. إف. إم.» بثت معلومات إضافية حول الملف، بداية من تصريحات المدير العام للأمن العامّ اللبناني عباس إبراهيم، والتطرّق إلى مصير المطرانين المخطوفين، وتصريحات المخطوفين عن سوء معاملة خاطفيهم واعتبارهم «بلا دين ولا أخلاق». كذلك نقلت الإذاعة عن مصادر سورية خبر إطلاق 128 معتقلة سورية، إضافة إلى الطيّارين التركيين، وسط صمت رسمي. ونقلت عن تلك المصادر قولها إنّه إذا «صحت هذه المعلومات، تكون السلطات السورية قد أثبتت الوفاء لأصدقائها، على اعتبار أنّها لم تستفد على نحو مباشر من عملية التبادل».