منذ اللحظة الأولى لاختطاف الزوّار اللبنانيين الـ11، خطفت الحاجة حياة عوالي الأضواء، وراحت تصريحاتها تتنقّل بين الصحف والإذاعات والتلفزيونات. بثقة وجرأة وطلاقة تفتقدها الكثير من مذيعاتنا وممثلاتنا في البرلمان والناشطات في الشأن العام، عبّرت المرأة الأربعينية عن معاناة أهالي المخطوفين. هذه الصفات وغيرها، حوّلت عوالي تلقائياً إلى متحدثة باسم «مخطوفي اعزاز». امرأة ذات مواقف حازمة، تعرف كيف تهدد، ومتى تقسو ومتى تلين، كأنّها مفاوضة متمرّسة.
لم تروّج حياة عوالي لنفسها يوماً كشخصية عامة، فكل ما فعلته هو أنّها اتخذت من عفويّتها وبساطتها وقوّتها وذكائها الفطري وسيلة للمطالبة بعودة الزوّار الذين سافروا عن طريق حملتي «بدر الكبرى» و«الصدر». قرّرت الحاجة حياة أن تفعل ما عجز عنه المسؤولون مراراً، فالتحرّك على الأرض ورفع الصوت أجدى من الجلوس في المنزل وانتظار الفرج. كل ذلك، قسم الرأي العام اللبناني حولها، بين من رأى فيها «امرأة مناضلة بكل ما للكلمة من معنى»، ومن رأى أنّها «زوّدتها» من جهة أخرى، فضلاً عمّن راح يكيل لها الشتائم والعبارات العنصرية على خلفية انتمائها العقائدي والحجاب الذي ترتديه (الأخبار 14 آب/أغسطس 2013). وهناك أيضاً من أثنى على حضور عوالي القوي على الأرض، مشيراً إلى أنّها «مثال للزوجة الوفية». مع بداية قصة المخطوفين، كان يُعرّف عن الحاجة حياة عوالي بأنّها زوجة المخطوف عبّاس شعيب، لكن هذا ليس صحيحاً، فالمرأة المسؤولة عن حملة «بدر الكبرى» ليست متزوّجة أصلاً، ولم تفعل ما فعلته للمطالبة بعودة أيّ من أقربائها، بل انطلاقاً من إحساسها بالمسؤولية. بعد قرابة الـ15 شهراً، ظهرت أوّل من أمس ابتسامة الحاجة حياة أخيراً مع عودة المخطوفين التسعة، فيما كثرت التساؤلات عن مصيرها بعد وصول القضية إلى خواتيمها. المسألة دفعت إعلاميين كثيرين إلى طرح هذا السؤال، منهم قناة lbci التي خصصت تقريراً عن الموضوع خلال نشرتها المسائية السبت الماضي، معتمدة على تعليقات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الجادة والساخرة. تعليقات لم تتوقف بعد وصول المخطوفين إلى لبنان، بل زادت وغلبت عليها النكات. «الحاجة حياة عوالي تتسلّم ملفّ السيد موسى الصدر»، كتب أحدهم على تويتر، ليضيف آخر أنّ الحل الأمثل لتحرير الأسير جورج إبراهيم عبد الله من السجون الفرنسية هو الاستعانة بها، فيما غرّدت شابة بالقول: «المجلس العسكري الإسرائيليّ المصغر قرّر رفع ملف الطيار المفقود رون أراد إلى الحاجة حياة». رغم حالة الفرح التي عمّت البلاد أمس، يبدو أنّ للإعلامي اللبناني علي حمادة أسباباً أخرى للسعادة، إذ غرّد بكل عنصرية قائلاً: «أخيراً رح نرتاح من طلات الحاجة حياة عوالي».


يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine




* الحاجة حياة الليلة (20:40) في «للنشر» على «الجديد»