أليس مونرو هي الكاتبة الثالثة عشرة في سلسلة الحاصلات على جائزة «نوبل» للآداب التي ابتدأت بالسويدية سلما لاغرلوف (1909) وصولاً إلى الألمانية هيرتا مولر (2009). وهي الكاتبة السابعة والعشرين من الفائزين الذين يكتبون باللغة الإنكليزية. بدأت مشوارها الأدبي في عام 1950، ونشرت مجموعتها القصصية الأولى «رقصة الظلال السعيدة» (1968)، وصولاً إلى مجموعتها الأخيرة «عزيزتي الحياة» (2012). شغلت منصب «كاتب مقيم» في جامعتي «كولومبيا» البريطانية و«كوينز لاند». كانت تدرس اللغة الإنكليزية في جامعة «أونتاريو» الغربية قبل أن تترك الدراسة لتتزوج في عام 1951، وتؤسس بعدها مكتبة «كتب مونرو» (1953) التي تعتبر اليوم من أهم المكتبات في كندا وأميركا الشمالية.
نالت الكثير من الجوائز منذ باكورتها «رقصة الظلال السعيدة»، مثل جائزة «الحاكم العام» ثلاث مرات (1968 – 1978 – 1986)، جائزة «أو هنري» (2006 – 2008)، وجائزة «مان بوكر» عن مجمل أعمالها (2009)، وجائزة «كتّاب الكومنولث» (2006).
لم يكن اسم مونرو مطروحاً بقوة في لائحة الترشيحات هذا العام. دخل الاسم بخجل قبل أيام عدة. حتى مونرو نفسها لم تتوقع فوزها بالجائزة، كما قالت لوسائل الإعلام الكندية. ربما كان سبب تنحية اسمها هو إخلاصها للقصة القصيرة في مقابل عمالقة في الرواية، كالياباني هاروكي موراكامي، أو ربما ابتعادها عن السياسة كما أشار محرّر الشؤون الفنية والأدبية في «بي. بي. سي.» ويل غومبيرتز، إذ «كانت لجنة «نوبل» تميل في السنوات الأخيرة إلى الكتّاب السياسيّين»، أو ربما كانت الأنظار مشدودة إلى الأميركي فيليب روث كمكافأة نهاية خدمة بعد توقفه عن الكتابة. في كل الأحوال، كان فوز مونرو مفاجأة سعيدة للكنديّين، لأنها كسرت «النحس» الذي لازم كتّابهم منذ إطلاق جائزة نوبل في عام 1901، علماً بأنّ سول بيلو الذي فاز بالجائزة عام 1976 ولد في كندا، وغادر طفلاً إلى الولايات المتحدة حيث حصل على الجنسية الأميركية. «لن يُشكّل هذا الفوز أدنى فارق بالنسبة إلى مونرو». تتواتر التعليقات. الكاتبة حاضرة بقوة في «السوق الأدبية» في العالم، وكتبها مبيعةٌ بنحو جيد. لكن يمكن قراءة هذا الفوز بكونه انتصاراً لكتّاب الظل.
أما عربياً، فباستثناء قصص متفرقة، هناك كتاب وحيد مترجَم ضمّ قصصاً مختارة لمونرو بترجمة أحمد الشيمي (الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ــــ 2009). هكذا، تعود المأساة السنوية في الركض لترجمة أعمال الفائز بـ«نوبل» في انتظار مفاجأة أخرى يأتي بها الفائز القادم!