دمشق - اعتاد المهجّرون السوريون التواصل عبر الـ social media لإعانة بعضهم على يوميات «تغريبة» طارئة هرباً من ظروف الحرب القاسية. وأثبتت الصفحات الافتراضية فاعليتها خلال المرحلة الماضية كصفحة «دوبارة» (شبكة دعم السوريين حول العالم) الفايسبوكية التي تجاوز أعضاؤها 31 ألفاً. أنشئت الصفحة في مطلع شباط (فبراير) الماضي، وهي تتبع لموقع إلكتروني يحمل الاسم نفسه، ويُعنى بتعريف السوريين المهجرين إلى فرص العمل في بلدان اللجوء، وتوفير المعلومات اللازمة من خلال «دليل الغربتلي».
مؤسس المبادرة أحمد إدلبي، وهو مدير إبداعي في إحدى الوكالات الإعلانية في دبي، اضطر لمغادرة سوريا منذ حوالي عامين. يشرح الشاب الحائز ماجستير في الإعلام لـ«أخبار» الفكرة قائلاً: «بدايةً، كانت الفكرة إنشاء موقع بجهد فردي يساعد السوريين في الحصول على فرص عمل أينما وجدوا في العالم. أنشأت الموقع ودعوت من خلاله الشركات السورية لخلق وظائف لأبناء بلدها في المغتربات. وقد نجحت الحملة كثيراً». وأضاف: «استمررنا في العمل وزادت الضغوط، وزاد معها عدد أعضاء الفريق ليصبحوا أخيراً 10 موزّعين على بلدان عدّة، إضافة إلى 400 متطوّع».
وأكّد إدلبي أنّ «دوبارة» أصبحت «شبكة دعم حقيقية. نستعد لإطلاق موقع جديد يضم 12 خدمة إضافية لمساعدة السوريين في النهوض مجدداً، على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم السياسية»، مشدداً على أنّ الشبكة «لا تتلقى دعماً مالياً من أي طرف». لكن الشاب السوري لم يخفِ طموحاته في عائدات مادية مستقبلية «قد تساعد في توسيع الفريق».
من بين الصفحات الناشطة في هذا المجال أيضاً، هناك «المشنططون السوريّون حول العالم»، التي تأخذ طابع «فشّة الخلق»، أو منتدى لتبادل الخبرات بين «المشنططين السوريين». الصفحة التي يتجنب القائمون عليها استخدام كلمة «لاجئ»، تجاوز عدد معجبيها الـ16 ألفاً أخيراً، رغم مرور أقل من شهر على إطلاقها. لا يكشف مديروها أماكن تواجدهم أو أسماءهم الحقيقية، مكتفين بتدوينات مثل: «الوضع المفصّل للشنططة في الأردن»، و«إجراءات الحصول على الأوراق الرسمية للسفر من سوريا» مقدمين معلومات وتفاصيل تسهّل حياة اللاجئين. وينتقد هؤلاء سلوكيات بعض السوريين، ويطلقون أنشطة تفاعلية كمسابقة «أجمل صورة لأعضاء الصفحة» مثلاً.
أحد مديريها «أبو الفيَز» قال لـ«الأخبار» إنّ الفكرة جاءت «من همومنا اليومية كمغتربين في ظل القرارات التي تصدرها غالبية البلدان التي نعيش فيها، وتعيق حياتنا». يضع القائمون على الصفحة قاعدة أساسية تحكم تعليقات أعضائها: «مشنططين خلقة... لذلك الصفحة غير سياسية على الإطلاق»، مع تسجيل بعض الخروقات. ونفى «أبو الفيز» تلقيهم أي دعم «مهما كان. نحن نساعد بعضنا ونحاول تسهيل حياتنا».
تندرج مجموعة All Syrians in Lebanon بين المجموعات التي تهتم بالتكافل والتواصل بين السوريين في بلدان الاغتراب، فيما تجاوز عدد أعضائها الـ 1500. واختصر القائمون عليها أهدافها بأنّها «شبكة إجتماعية تساعد الجميع، لجهة إيجاد وظائف وبيوت للإيجار، والإجابة عن استفسارات بخصوص المعاملات الرسمية والجامعات والمدارس، أو تأمين مساعدات مادية أو معنوية». المجموعة مفتوحة أمام الجميع، والقانون الوحيد الذي يحكمها هو: «الإلتزام بآداب الحوار واحترام الجميع». وبدأت صفحات أخرى كصفحة «السوريون في الإمارات» (أنشئت في 2009) بالاهتمام أكثر بتبادل المعلومات حول تأمين فرص عمل للسوريين الراغبين في التوجه إلى الإمارات، وبإجرءات الحصول على إقامة وغيرها.
هكذا يستعين السوريون في مغترباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي لتبادل الخبرات، بحثاً عن فرص عيش أفضل، بعيداً عن الوعود السياسية الفارغة.