أمس، استهلت كوليت نوفل المؤتمر الصحافي للإعلان عن برنامج «مهرجان بيروت الدولي للسينما» بالحديث عن الطقس، متغزّلةً بالخريف. بعدما ذكرتنا بأنّ الصيف لم يكن شديد الحرارة هذه السنة، ربطت مديرة المهرجان بين الهواء العليل الذي هبّ على لبنان والإصرار على إقامة المهرجانات رغم تلبّد الأجواء السياسية والأمنية.
أما في تفاصيل المهرجان الذي سيقام في «بلانيت أبراج» من 2 إلى 10 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فلا ضيوف هذه السنة، لأنّ الوضع الأمني لا يسمح. كما لا أفلام روائية طويلة «شرق أوسطية» ضمن لائحة الـ 77 فيلماً باستثناء اثنين أضيفا إلى قسم «البانوراما الدولية». علماً أن الإنتاجات السينمائية العربية كانت وفيرة خلال عام 2013، ومنها ما يجول على المهرجانات العالمية. أما غياب تلك الأفلام العربية عن «مهرجان بيروت الدولي للسينما»، فيطرح أسئلة حول جدوى المهرجان والمكانة التي يتخذها بين المهرجانات العربية الأخرى من مراكش مروراً بقرطاج والقاهرة وصولاً إلى مهرجانات الخليج. هل إنها أزمة تمويل أم أزمة ثقة؟ هذه السنة أيضاً، تنحصر برمجة المهرجان بأفلام أجنبية نالت جوائز في المهرجانات العالمية. يفتتح المهرجان البيروتي بفيلم Gravity للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون. ولمَ لا؟ فـ«مهرجان البندقية الدولي» أيضاً افتتح بالفيلم الذي يؤدي بطولته جورج كلوني (الصورة) وساندرا بولوك. ويُختتم مع The Immigrant للأميركي جيمس غراي، من بطولة ماريون كوتيار وخواكين فينيكس. فيلم تجاري وضخم شارك في «مهرجان كان»، ويتناول ثيمة المهاجرين البولنديين إلى الولايات المتحدة. أما الأفلام الأخرى، فتتوزع على أفلام شرق أوسطية قصيرة ووثائقية وبانوراما الدولية، وركن الأفلام اللبنانية، وأفلام حقوق الإنسان وأفلام الأطفال وأفلام المطبخ. بصيص الأمل في البرمجة كان استعادة لرباعية المخرج الروسي ألكسندر سوكوروف «فاوست» و«مولوخ» و«الثور» و«الشمس». لكن الأفلام ستعرض بنسخ Beta وDVD، وليس بنسخة الـ 35 ملم الأصلية. صحيح أنّ الدورة الـ 13 من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» قد تفتقر إلى رؤية سياسية ثقافية واضحة، إلا أنّها تُفسح في المجال على الأقل لعرض واكتشاف أفلام قصيرة لبنانية وعربية، قد تكون أفضل ما سيشهده المهرجان.