قبل أيام من انطلاق «مشكال»، يغرق «مسرح المدينة» في ورشة عمل ضخمة. شباب AGONISTIK للفنون المسرحية احتلوا الصرح العريق لتعليق الملصقات، وإجراء اختبارات الصوت داخل المسرح لاستكمال الترتيبات النهائية. ما كان «ملتقى الشباب في مسرح المدينة» لينطلق أو يستمر من دون «الطاقات الشابة الغزيرة في لبنان» كما يقول المدير الفني لـ«مسرح المدينة» ناجي صوراتي. بالتالي جاء هذا الملتقى الذي انطلق العام الماضي «استجابةً لهذه الطاقات».
سريعاً، استطاع أن يرسّخ حضوراً مختلفاً، مؤمِّناً منصة مستقلة للفنانين الشباب الذين سيقدّمون أعمالهم الفنية داخل «مسرح المدينة» (الحمرا_بيروت). في ظل الأوضاع السيئة في المنطقة، لم يكن من السهل أن تتبلور فكرة نضال الأشقر، وتستمرّ هذا العام، لكن شباب فرقة AGONISTIK التي أسّسها صوراتي، حملوا على عاتقهم هذه المهمّة، ليكون «مهرجاناً من الشباب إلى الشباب» كما يقول المخرج المسرحي اللبناني، وخصوصاً أنهم شاركوا في لجنة التقييم. هذه المقوّمات تأتي لتضاف بالطبع إلى نظرة الأشقر إلى الشباب، وتكريس مسرحها للمواهب الشابة، إلى جانب الدعم المالي الذي غطّته بلدية بيروت بشكل كامل، بعدما شاركها الاتحاد الأوروبي التمويل السنة الماضية. الليلة، تفتح أبواب الصرح البيروتي أمام تظاهرة «مشكال» وشبابها الذين سيقدّمون 7 أعمال مسرحية، و 19 فيلماً، و7 مشاركات موسيقية و15 موهبةً من الجامعات اللبنانية في التشكيل والفوتوغرافيا. إضافة إلى التطور الملحوظ في البرمجة وازدياد عدد الأنشطة هذا العام، تقام على هامش المهرجان بعض الورش والفعاليات المتنوعة خارج المسرح. في دورته الثانية، قرر المهرجان تكريم أربعة من الوجوه الثقافية التي يدين لها المسرح والحركة الثقافية في لبنان هي: المسرحي منير أبو دبس، والراقصة ومصممة الرقص جورجيت جبارة، والناقد والصحافي اللبناني نزيه خاطر، والناقد السينمائي جورج نصر. بعد افتتاح معرض الفنون التشكيلية عند السابعة والنصف من مساء الليلة، يكمل «الامبراطور» ميشال الفتريادس الافتتاح على طريقته الخاصة، إذ يعدنا بمفاجأة موسيقية كبيرة.
على مدى خمسة أيام، سيقدّم الفنانون الشباب أعمالهم في أماكن عدة من المسرح، في القاعة، وعلى الخشبة، معبّرين بذلك عن قضاياهم وهواجسهم المختلفة في الوقت الذي لا تندرج أعمال المهرجان ضمن ثيمة معينة أو مسابقة بين المشاركين. في فئة الأعمال المسرحية، يسائل محمد عطايا الهوية من خلال شخصين فقدا ذاكرتهما يجدان نفسيهما في صحراء في «إنت مين إنت» (18/9). بينما تحكي «الجدار» (19/9) لحنين عيسى قصة فلسطينيين يعودان إلى قريتهما ليجدا حائطاً يفصلهما عنها. وتتطرق «صدور العمات» (20/8) لعوض عوض إلى الوضع الاجتماعي والنفسي للمرأة العربية من خلال حيوات ثلاث نساء بعد الموت. وفي «آخر دقيقة» (21/9)، يأخذنا بشارة عطالله في رحلة بين الواقع والعالم الافتراضي من خلال ست شخصيات.
في الشق السينمائي، أتت المشاركات من بعض الجامعات اللبنانية مثل «جامعة القديس يوسف» و«ألبا» و«الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت»، وورشتي عمل Cine_Jam و 48 hours مع فيلم من الولايات المتحدة وآخر من الفيليبين. أما على الصعيد الموسيقي، فستقدّم بعض الفرق والأفراد أعمالهم التي تراوح من الروك والبلوز مع The Duo (18/9)، إلى البيانو مع الرسم التشكيلي مع Brushnote (19/9). وسنشاهد عازف الترومبيت الأرجنتيني مارتن لوياتو إلى جانب عازفة الموسيقى الإلكترونية وأصوات ألعاب الفيديو اللبنانية الفلسطينية Rhea Dally (19/9). وستطلق مايا حبيقة ألبومها الجديد «ورد» (20/9 ــ راجع الكادر). على هامش المهرجان تقام ورش عمل عدة في السامبا وفن القتال المسرحي البرازيلي «كابويرا»، والـ MUAY THAI، كما تقام بعض عروض الكابويرا، والزجل والسامبا. يطمح القائمون في أن يصبح الملتقى عالمياً العام المقبل، وتوزّع أنشطة «مشكال» على مدى العام. وفيما لا تزال هذه الدورة شبيهة بسابقتها لجهة البرمجة المشابهة، يشدد صوراتي على أنّ هذه الدورة هي «مجرّد إكمال لما بدأناه العام الماضي». لكن هذا العام شهد ازدياداً في طلبات التقديم (من 120 إلى 340)، وتطوّع الكثير من الشباب للمشاركة في تنظيم الملتقى. أما عن النتائج الفعلية التي حصدها الملتقى العام الأول، فيشير صوراتي إلى أنّ الأخير شكّل منصّة للمواهب ومنحها فرصة الظهور. مثلاً، شاركت «جريمة في المستشفى» لمازن سعد الدين في أحد المهرجانات في تونس، وعرضت فرقة Blok في ألمانيا وفي «مترو المدينة»، لكن هذا لا يكفي «نسعى إلى أن يصبح المهرجان دولياً بحلول العام المقبل، واستمرار ورش العمل وإقامة بعض المواعيد على مدى العام» يختم صوراتي.

«مشكال 13»: بدءاً من السابعة والنصف من مساء اليوم حتى السبت 21 أيلول (سبتمبر)_«مسرح المدينة» (الحمرا_ بيروت) ــــ للاستعلام:01/753010



«ورد» مايا حبيقة

بدأت الشابة اللبنانية مايا حبيقة بالغناء مع كورس جامعة الـ LAU عام 2004. ولدى مشاركتها العام الماضي في «مشكال» وتقديم بعض أغنياتها الخاصّة، تحمّست إزاء حفاوة الجمهور بها. وهذا ما دفعها إلى تسجيل ألبومها «ورد»، وفق ما تقول لـ«الأخبار». يضم «ورد» ثماني أغنيات كتبها ولحنها شقيقها جاد حبيقة بأنماط موسيقية مختلفة منها الشرقي والتانغو والسوينغ. وقد سجّلته في كانون الثاني (يناير) الماضي مع مجموعة من الموسيقيين اللبنانيين والسوريين في استديو زياد الرحباني LA NOTTA، وستطلقه عند العاشرة من مساء الجمعة 20 أيلول (سبتمبر) ضمن أمسية في مهرجان «مشكال».