منذ تأسيسها في العام 1996، تمنح «مؤسسة الأمير كلاوس» للثقافة والتنمية جائزتها كل سنة لــ11 من الشخصيات والمؤسسات الثقافية والفنية بين أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، تقديراً لجهودها في المساهمة في التنمية الثقافية داخل مجتمعاتها.
هذا العام، التفتت المؤسسة إلى تجربة أحمد فؤاد نجم (1929) التي امتدت على مدى خمسة عقود في الدفاع عن حقوق الطبقات المهمشة والفقيرة وتوعيتها، فمنحته «جائزة الأمير كلاوس الرئيسية». وبهذا، يصبح نجم الشخصية العربية السادسة التي تتلقى هذه الجائزة، بعد منحها لقناة «الجزيرة» مناصفة مع الكوميدي الجزائري محمد فلاق، ومجلة Vitral الثقافية الكوبية عام 1999، والكاتب المغربي محمد شفيق عام 2002، والشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 2004، و«دار البرزخ» (سفيان حجّاج وسلمى هلال) الجزائرية عام 2010. وقد منحت هذه الجائزة لـ «الفاجومي»، بسبب «انتقاده لأنظمة وسياسات بلاده القمعية والتفقيرية، والاستعمار البريطاني ودور النخب منذ أوائل ستينيات القرن الماضي»، معبراً من خلال «كلمات قصائده العامية والبسيطة والساخرة واللاذعة عن غضب وخيبات الأمل لدى الشعب المصري».
وقد أعلنت المؤسسة أنها منحتها لنجم «تقديراً لأشعاره التي استطاعت أن تلهم ثلاثة أجيال من المصريين والعرب»، والوصول إلى مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية «حتى أنها أصبحت شعارات يرددها ويكتبها الشباب في الشوارع». لا تقتصر هذه القصائد على النقد فحسب، بل «شكّلت أملاً للفقراء وللطبقات المهمشة في محاربة أي قمع أو استعمار، ونشرت الوعي والأمل بين الناس». ومنذ السبعينيات، ساعدت تجربته مع الشيخ إمام في إيصال الرسائل عبر الكاسيتات والأغاني إلى معظم الشعوب العربية. إذ استخدم أشعاره وسيلة لمحاربة كل أنواع الظلم بهدف دعم القضايا العادلة. وقد حافظ في قصائده على المبادئ الأساسية في المجتمع المصري «داعماً ومعززاً بعض القضايا الأساسية في التنوع الإثني والعرقي والديني والدعوة إلى حرية التعبير والعدالة الاجتماعية». ولو أنه بلغ الـ 84 عاماً، لا يزال نجم بطلاً شعبياً يشكّل رمزاً مصرياً وعربياً للتمرّد على الفساد وتخطي الخوف المتجذّر داخل الفرد العربي من حكوماته وسياساتها المجحفة. إلى جانب عشرة فنانين آخرين، سيتسلّم نجم جائزته (100,000 يورو) في11 كانون الأول (ديسمبر) المقبل بحضور أعضاء من الأسرة الملكية الهولندية في القصر الملكي في أمستردام.