أدخل متابعو «حدود شقيقة» المسلسل في مقارنة ظالمة مع «ضيعة ضايعة» لأنهم كانوا ينتظرون عملاً يقدم كركترات مضحكة تصنع ألقاً يوازي جودة وأسعد، لكنهم فوجئوا بلهجة غريبة لم يتمكّنوا من التواصل معها بشكل صحيح. كذلك، تاه بعض الممثلين عن اللهجة الصحيحة فيما أُخذ على نجم العمل باسم ياخور المبالغة في الأداء... كل ذلك قلّل من الشعبية المتوقعة للعمل، لكن الحسابات الإنتاجية كانت مختلفة عن وجهة النظر تلك. المسلسل الذي جاء ثمرة تعاون بين «فردوس دراما» (علي صالح ولورا أبو أسعد) المنتجة للعمل وتلفزيون «الجديد» لاقى رواجاً على الفضائيات العربية. لذا، قرّرت الشركة إنجاز جزء ثان. وبالفعل، باشر السيناريست حازم سليمان الكتابة، منهياً مشاهد الحلقة السادسة، على أن يبدأ المخرج أسامة الحمد التحضير ليكون العمل جاهزاً للعرض على «الجديد» ومحطات أخرى في رمضان المقبل. لكن هناك مَن سرَّب معلومات عن خلاف حاد في الرأي يدور في كواليس المسلسل، على أن يُبتّ بشأنه خلال اليومين المقبلين.
إذ تلقّى التلفزيون الرسمي السوري رسالةً أمنيةً تقضي بعدم عرض العمل في رمضان الماضي بسبب جرأته وتقديمه جردة حساب للوجود السوري على الأراضي اللبنانية بطريقة إسقاطية وجّهت سهامها إلى النظام السوري وديكتاتوريته. لكنّ «فردوس دراما» تريد أن تنأى بنفسها عن الدخول في معمعة السياسة وتفضّل الابتعاد كلياً عن معاداة النظام لاعتبارات عدة تأتي في مقدّمتها مسألة تسويق منتجاتها للمحطات السورية. ينفي المخرج أسامة الحمد لـ«الأخبار» أن يكون هناك أي تحفظ لدى المنتج على الجزء الثاني، مهما أوغل في السياسة. ويضيف أنّ الجزء الأول لم يكن كوميدياً بالشكل الكافي، وقد «التقطت هذه المشكلة أثناء مشاهدتي للمسلسل، ومن المؤكد أن العمل الكوميدي يجب أن يحمل رسائل سياسية، شرط أن تأخذ مسافة واحدة من جميع الأطراف. ومن غير المنطقي أن يبنى عمل درامي بشكل كامل على تفاصيل سياسية محض. قد تكون الفكرة السياسية قواماً للوحة في مسلسل «بقعة ضوء» مثلاً، لكن لا يمكن أن تقوم عليها بنية عمل مؤلف من ثلاثين حلقة، لأنه لو كانت القصة على هذا النحو، لظلّ المشاهد معتصماً بمتابعة نشرات الأخبار، وذهبت وظيفتا المتعة والترفيه أدراج الرياح». ويشرح مخرج «الانفجار»: «لا نريد أن نخسر جمهوراً، ولا أن نتحدى مشروعية أنظمة، ثم إنني أتفق مع وجهة نظر المنتج حول ضرورة أن يحمل الجزء الجديد جرعات كوميدية أكثر، ويبتعد عن الرسائل السياسية التي يصعب أحياناً فهمها من قبل مشاهد غير مطلع». من جانب آخر، يعتبر الحمد أنّ أي عمل يقدم في أجزاء يكون جزؤه الجديد فرصةً لإعادة التقييم وتلافي أخطاء الجزء الأول ومطبّاته. ربما بالغنا في مخاطبة المشاهد النخبوي أو المطّلع على الملف السوري اللبناني، وفوّتنا على أنفسنا تقديم مزيد من الكوميديا. في الجزء الثاني، سنضع نصب أعيننا قاعدة المشاهد المتنوع». وعن سبب إنجاز جزء ثان، يقول الحمد بأنّ «المسلسل حقق نسبة مشاهدة معقولة، لذلك تشجعنا على صناعة جزء جديد أكثر نضجاً». أخيراً، يؤكد الحمد صحة الأخبار التي نقلت على لسان السيناريست الشاب هوزان عكو بأنّ تجربة مسلسل طويل ستجمعها قريباً. يقول الحمد: «أنجز عكو حوالي 70 حلقة من مسلسل «اسبريسو» الذي ينطلق جغرافياً من بيروت، ويحاكي المدينة بحلوها ومرها منذ الحرب الأهلية حتى اليوم. كما يضيء على تداعيات هذه الحرب على المجتمع اللبناني، إضافة إلى تركيزه على شارع الحمرا بوصفه استراحة محارب. وسنغوص أيضاً في الأزمات العربية وما خلفته إنسانياً على أشخاص تؤدي أدوارهم مجموعة متنوعة بين سوريا ولبنان والخليج».