القاهرة | ستخلو المناهج الدراسية الخاصة بمادة التاريخ في العام الدراسي المقبل من تفاصيل ما جرى في مصر خلال حكم الرئيس محمد مرسي وثورة «30 يونيو». الخبر ليس غريباً على من باتوا على اقتناع بأنّ تاريخ المرحلة التي تمر بها مصر اليوم لن يكتب قبل سنوات طويلة. مناهج العام الدراسي المنصرم تضمنت فقط «خبر» وصول مرسي إلى القصر الرئاسي، لكن التفاصيل توقفت عند آذار (مارس) 2011، أي بعد الثورة بشهرين، مع حذف الكثير من المعلومات المرتبطة بفترة حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وكانت قضية مناهج التاريخ في المدارس المصرية قد شغلت المصريين في الفترة التي تلت «ثورة يناير» بسبب رغبتهم في تنقيحها سريعاً من الأكاذيب المرتبطة بحكم مبارك، وهو ما قوبل بمقاومة من مؤيدي النظام السابق، الذين تذرعوا بتجنيب وزارة التعليم إحراق كميات هائلة من الكتب المطبوعة تفادياً لـ«إهدار المال العام». وفيما حاول وزير التعليم الإخواني إبراهيم غنيم القيام بتغييرات عدة خلال حكم مرسي، خصوصاً في الفصول المتعلقة بحرية المرأة، حالت الحملات الإعلامية المكثفة والمناهضة لحكم الإخوان دون ذلك. ويبدو أنّ تلك الحملات أصابت هدفها فعلاً، لأنّ تغيير كل المناهج حينذاك كان سيؤدي إلى حرق ملايين الكتب بعد «30 يونيو»، لأنّ من كانوا سيكتبونها لم يتوقعوا طبعاً أنّ رئيسهم سيعزل بهذه السرعة!