القاهرة | جاءت وفاة والدة الإعلامي المصري الشهير باسم يوسف (الصورة) المفاجئة صباح أمس لتبعده، ولو مؤقتاً، عن دائرة الجدل التي تحيط بالموسم الثالث من برنامج «البرنامج» الذي يترقّب الجميع عودته، ويطرحون عشرات الأسئلة حول حلقته الأولى التي لم تصوّر بعد.
على أرض الواقع، وبحسب مصادر داخل البرنامج الذي يعرض على قناة «سي. بي. سي.»، لم يتم الانتهاء بعد من الشكل الجديد للحلقات، ولا معلومات عن التغييرات التي يسعى الفريق إلى إجرائها على الحلقات التي ستختلف كلياً عما قُدّم في الموسم الماضي. في الموسم الثاني، صبّت حلقات «البرنامج» تركيزها على انتقاد نظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
في الثاني من آب (أغسطس) الماضي، كتب باسم يوسف على صفحته الرسمية على تويتر أنّ «البرنامج» سيعود في شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، نافياً ما تردّد حول عودته إلى الشاشة بعد إجازة عيد الفطر التي انتهت بفض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة». رغم ذلك، تداول الجمهور خبراً مفاده أن البرنامج الذي يقدّمه الجرّاح المصري السابق مُنع من العودة «لأسباب أمنية».
لم يلتفت مطلقو هذه المقولة ومن صدّقوها إلى أنّ يوسف سبق أن نفاها، وإلى أنّ ظروف الشارع المصري في تلك الأيام لم تكن تتحمّل تصوير حلقات كوميدية. وإذا فرضنا أنّ «البرنامج» قد عاد بعد عيد الفطر فعلاً، فهو كان سيتوّقف حتماً بسبب فرض حظر التجوّل بعد فض الاعتصامين المذكورين في 14 آب (أغسطس) الماضي. فريق العمل نفسه عانى من الحظر الذي كان يتطلب في أيّامه الأولى مغادرة «مسرح راديو» القاهري عند السادسة مساء، كما أنّ وجود المسرح في قلب منطقة وسط البلد يعني استحالة إجراء التدريبات اللازمة ودعوة الجمهور لحضور الحلقات. هنا، لا بد من التذكير بأنّ باسم يوسف اضطر أيضاً وفي عهد مرسي إلى تقديم إحدى الحلقات من دون جمهور نظراً إلى الظروف الأمنية التي سادت البلاد يومها.
لكن يبقى السؤال: متى سيعود البرنامج إذاً؟ قبل شيوع خبر وفاة والدة «جون ستيوارت العرب»، لم يكن أحد يعرف الموعد المحدد، سواء في أسرة البرنامج أو داخل «سي. بي. سي.» والآن، بعد رحيل السيدة «نادية»، لم يعد من الممكن تحديد أي موعد إلا بعد انتهاء مراسم الحداد. رغم ذلك، سيظل الجدل قائماً حول المضمون الذي سيقدمه باسم يوسف بعد عزل مرسي، وهو الذي اتخذ من الرئيس الإخواني السابق مادة دسمة لما يعرض على الشاشة. هل سيسخر يوسف من النظام القائم كما ينتظر أنصار مرسي؟ هؤلاء لم يسألوا أنفسهم هل من بين شخصيات النظام الحالي من يطلق تصريحات تثير السخرية كما كان يفعل مرسي ورجاله؟ الرئيس المؤقت عدلي منصور مثلاً، معروف بين المصريين بأنّه أوّل رئيس «صامت» في تاريخ البلاد، إذ مضى شهران على توليه المنصب ولم يلق إلا 3 خطابات، بينما ألقى مرسي 60 خطاباً خلال عام كامل، لم يخرج أي منها بدون سقطة لفظية أتاحت لباسم ولفريق الإعداد التابع له السخرية منه.
العقبة الأساسية أمام باسم يوسف ستكون قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تناطح شعبيته الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. صحيح أنّ السيسي هو أيضاً قليل الكلام ومتحفظ للغاية في اختيار عباراته، لكن إذا لم يأت الإعلامي المصري على ذكره في برنامجه، فسيقال إنّه يتجنّب غضب الجيش. أما لو اقترب منه، فستخسر شعبيّته ملايين المحبّين للسيسي. أسئلة ومطبات عدّة أمام يوسف الآن، لن تحل إلا بعودته إلى الضوء، ليرد بنفسه من داخل مسرح برنامج «البرنامج».