هو ليس هجومه الالكتروني النوعي الأوّل، لكن «الجيش السوري الإلكتروني» أراد أن يواكب التهديدات الأميركية والغربية المتصاعدة بضرب سوريا من خلال فتح «جبهة» جديدة على الإعلام ومواقع التواصل. تبنّى «الجيش السوري الإلكتروني» أوّل من أمس هجومين إلكترونيين، أحدهما على موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية وآخر على «تويتر». في ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، نُشرت بعض الصور التي تظهر شعار «الجيش السوري الإلكتروني» على الصفحة الأولى لموقع الجريدة فيما تعطّل الموقع كلياً لساعات عديدة. «الجيش الإلكتروني» كتب على حسابه على تويتر: «الإعلام... معطل»، مرفقاً رسالته برابط إلى مقالات تظهر المشاكل التي يواجهها موقع «نيويورك تايمز»، كما غرّد قائلاً: «مرحبا تويتر، انظر إلى نطاقك، أصبح ملكاً لنا»، وأتبعها بتغريدة لاحقة تقول «تويتر، هل أنت جاهز؟»، في إشارة إلى تهديد مباشر لقرصنة الموقع. الصحيفة الأميركية اعترفت بتعرّضها لـ«هجوم خارجي»، وقالت المتحدثة باسمها إيلين مورفي إنّه «لم يكن بوسع مستخدمينا في الولايات المتحدة الدخول إلى موقعنا لبعض الوقت»، مضيفةً أنّه «نعمل على إعادة الخدمة بشكل تام». وأوضح تويتر من ناحيته في رسالة على إحدى مدوناته أنّ «نظام النطاق تعرّض لمشكلة طاولت خدمة الصور الخاصة بالموقع»، مشيراً إلى أنّ «مشاهدة الصور تعطلت مؤقتاً لكنّ هذه الخدمة أعيدت ولم يطاول (العطل) أي معلومات تخصّ مستخدمي تويتر».
أكّد موقع صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أنّ الشركة المضيفة لموقعي «نيويورك تايمز» و«تويتر» والموجودة في ميلبورن أوستراليا تعرّضت لهجوم كبير. وأشار المدير التنفيذي للشركة إلى أنّ «القراصنة استطاعوا الدخول إلى نظام التشغيل الأساسي من خلال اسم مستخدم وكلمة سرّ صالحيَن». وأضاف إنّ «الشركة ما زالت تحقق في مسألة الاختراق».
وفيما سعى البعض إلى إنكار تمكّن «الجيش السوري الإلكتروني» من تعطيل الموقعين، أكّد الباحث المتخصص في الأمن المعلوماتي مات يوهانسن من شركة «وايتهات سيكيوريتي» أنّ «الجيش السوري الإلكتروني» الذي سبق أن هاجم أنظمة معلوماتية تابعة لعدد من وسائل الإعلام يقف خلف هذا الهجوم». وكتب يوهانسن في رسالة على تويتر أنّ الأوجه الفنية للموقع خلال العطل تشير إلى «الجيش السوري الالكتروني»، لافتاً إلى «إصابة معلومات تسجيل النطاق الخاصة بتويتر أيضاً».
وسبق أن قام «الجيش السوري الالكتروني» بقرصنة حساب وكالة «أسوشييتد برس» على تويتر، واخترق حسابات ومواقع وكالتي «فرانس برس» و«رويترز»، و«هيئة الاذاعة البريطانية» (بي. بي. سي.)، و قناة «الجزيرة»، إضافة إلى صحف مثل «فاينانشل تايمز» والـ«غارديان» و«واشنطن بوست». كما سجّل اختراقاً لحسابات «جي ميل» الخاصة بموظفين في قسم الإستراتيجية الرقمية في البيت الأبيض. أما شعار «الجيش السوري الالكتروني» فهو لم يتغيّر: «دفاعاً عن الشعب العربي السوري ضد الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام العربية والغربية».