بمبادرة من «ليبان جاز»، تقدّم «مشروع ليلى» حفلة في «ميوزكهول» مساء اليوم تطلق خلالها ألبومها الثالث «رقّصوك». خلال الأشهر الستّة الماضية، بدأت الفرقة اللبنانية تقدّم خلال حفلاتها أغنيات ألبومها الجديد «رقّصوك» الذي يضمّ 11 عملاً. أمضى أفراد الفرقة عاماً كاملاً يكتبون ويؤلفون موسيقى هذا الالبوم، ليسجّلوه لاحقاً في أحد الاستديوهات في كندا.
تمكّنا من الاستماع الى ثلاث من الأغنيات التي يضمّها العمل الجديد هي «رقّصوك» و«للوطن» و«ونعيد ونعيد ونعيد»، إضافة الى اقتباس أغنية جاك بريل Ne Me Quitte Pas وتحويلها الى اللغة العربية بعنوان «ما تتركني هيك». بدا أنّ الاغنيات الجديدة تحافظ في المجمل على الخط الذي اتبعته الفرقة منذ بدايتها. يقرّ فراس أبو فخر (غيتار) خلال لقاء مع «الأخبار» أنّ هناك دائماً ما يربط بين أغنيات ألبوم واحد، نظراً الى الظروف المتشابهة التي يعمل في إطارها الموسيقيون على الألبوم ذاته. أما من ناحية الكلمات، فهي دائماً تنمّ عن تجارب شخصية وأمور عامة تؤثر في الشباب في البلد كمسائل الحب والقضايا الاجتماعية.
بالاستماع الى الاغنيات، يلاحظ المرء أنّ هناك لمسة أكثر عصرية في ما يتعلق بالصوت، لأنّ الاستديو الذي جرى التسجيل فيه ــ كما يشرح أبو فخر ــ يستقبل فرقاً كندية غريبة، لذا، فالموسيقى التي تخرج منه ليست معهودة. الصوت إذاً مختلف، وفي أغنيتي «رقصوك» و«للوطن»، نلمس عنصر موسيقى البوب الموجود بدرجة أكبر مقارنة بالاغنيات الماضية، وفيما كان الألبوم الاول الذي حمل اسم الفرقة بمثابة «فشة خلق»، كان الثاني «الحل رومنسي» صغيراً أنجزه أفراد الفرقة في منازلهم. أما العمل الثالث، فمُنجز ليُباع ويُبث في الاذاعات. بعد مشاركة في «مهرجانات بعلبك» وعملين سابقين حميمين، لم تعد الفرقة تكتفي بالتوجه الى «الاصدقاء». الهدف هذه المرة بات أكثر طموحاً. في هذا الصدد، يؤكد أبو فخر: «كنا نعرف أننا ننجز هذا الألبوم ليُسمع ويباع ويُبث في الاذاعة. هذا الأمر غيّر الكثير في طريقة تفكيرنا في الكتابة والتسجيل. وأعتقد أنّ جميع المقطوعات أقصر وأكثر رزانة، كما باتت تملك خطاً واضحاً من أولها الى آخرها. حاولنا أن نعمل على الوضوح في المقطوعات، وخصوصاً في ما يتعلّق بالمعنى وبالموسيقى. وهذا لم يكن موجوداً سابقاً».
رغم أنّ مغني الفرقة حامد سنو هو من يكتب الكلمات ويأتي بالألحان، فإنجاز الاغنيات عمل مشترك بين جميع الافراد. أحياناً، يعطي أحدهم فكرة، فيعمل الآخرون عليها لبناء الأغنية. نلاحظ في أغنيات الفرقة، السابقة والجديدة، أنّ جواً من التشاؤم أو الافكار السوداوية تطغى على الكلام، فيما يميل اللحن أكثر الى الحيوية. هذا التناقض يعدّه أبو فخر جميلاً وعفوياً معاً، مفضّلاً الكلام عن قصص حقيقية وواقعية أكثر منها سودواية. كتابة أغنيات الألبوم الجديد أتت في وقت كانت فيه الفرقة تتعرّض للنقد لجهة مشاركتها في «بعلبك» بدعوى أنّها فرقة «متواضعة». كانت هناك أجواء من الضغط والتشاؤم، ساهمت في تفاقمها أوضاع البلدان العربية التي سافرت اليها الفرقة من مصر وتونس والأردن في العام الماضي.
من الفرق العالمية الى الموسيقى العربية، يستمع أبو فخر الى أنماط مختلفة، من موسيقى انتقائية الى الأكثرها تجارية. فأي عمل قد يكون مادة لتعلّم الأمور الجديدة؟ يبدي الموسيقي إعجابه بفرقة «سوب كيلز» اللبنانية وبزيد حمدان ونسرين حمدان، ويعدّهما أكثر جرأةً من «مشروع ليلى» لأنّهما انطلقا في مجال موسيقي لم يكن موجوداً في لبنان من قبل، لكنّه يقرّ بأنّ «مشروع ليلى» لم تستوح من أي فرقة أخرى. سبق للفرقة أن أدّت أغنيات ألبومها الجديد في حفلات سابقة. وسرعان ما نشر المعجبون التسجيلات على موقع يوتيوب، وهذا ما دفع بالموسيقيين الى إحداث تغييرات في التوزيع، وخصوصاً أنّ الجميع باتوا يعرفون الاغنيات الجديدة.
في برنامج حفلة الاربعاء، ينوي الموسيقيون الستّة تقديم أغنيات قديمة، تُضاف إليها أعمالهم الجديدة. عن «ليبان جاز» وخيار الأداء في «ميوزكهول»، يشرح أبو فخر: «وجدنا أنّ الصالة تؤمن الظروف المثالية من ناحية الصوت. قدّمنا سابقاً حفلة هناك وكان الصوت مثالياً. فقد أصبحت مسألة الصوت مهمة جداً بالنسبة الينا في هذه المرحلة. يهمّنا أن نؤدي الموسيقى بطريقة صحيحة، وأن يكون الكلام واضحاً. أما «ليبان جاز»، فهو مهرجان يستقطب فرقاً عالمية تقدّم موسيقى بجودة عالية من دون أن تكون تجارية بالضرورة».

حفلة إطلاق ألبوم «رقصوك»: 21:00 مساء اليوم ـــ «ميوزكهول» (ستاركو ـ بيروت) ـ للاستعلام: 03/807555 ــ 01/999666



مشاكل إنتاجية

إنتاجياً، واجهت الفرقة (فراس أبو فخر/ غيتار، وكارل جرجس/ درامز، وحامد سنّو/ غناء، وهايغ بابازيان/ كمان، وإبراهيم بدر/ باص، وأمية ملاعب/كيبورد) بعض الصعوبات. التسجيل جرى العام الماضي في استديو Hotel2Tango في مونتريال. يقول فراس أبو فخر: «كل المال الذي جمعناه من الحفلات استخدمناه من أجل تسجيل الاسطوانة. ونحن نضع توقعات عالية جداً على هذا الألبوم، ونقوم بدعاية مكثفة له. أردنا أن يكون مزيجاً بين الأمور القديمة التي أنجزناها والأغنيات البوب التي تُبث في الإذاعات والتلفزيون».
http://mashrou3leila.com