دمشق | تبدو التجارب السينمائية الشبابية الحالية في سوريا، مسكونة بأتون الحرب المستمر منذ أكثر من عامين. من هذه التجارب، يأتي الكاتب السوري علي وجيه (1985 ـ الصورة) الذي دخل عالم التأليف السينمائي في شريط قصير بعنوان «نخاع» (2012) للمخرج وسيم السيد. الشراكة مع الأخير أثمرت مشاريع كثيرة لاحقاً. بعد «نخاع» الذي عالج علاقة الرجل والمرأة بعد الزواج من خلال رمزية الضفدع والنقيق، وحصد «جائزة الامتياز والتفوق الذهبية» في مهرجان Best Shorts Competitions (كاليفورنيا) منذ عام، أقدم علي وجيه على خطوة أكثر نضجاً هذه السنة مع نصّه «دوران» (المؤسسة العامة للسينما ــ2013ــ 18د، إخراج وسيم السيد).
الشريط القصير الذي حاز قبل أيام جائزة «الاستحقاق» في مسابقة Best Shorts Competition في كاليفورنيا، يستعرض مفارقات اجتماعية تغيّر حياة امرأتين (نجاح مختار ورنا ريشة) تعيشان في منزل واحد في إحدى ضواحي دمشق. زمنياً، تدور الأحداث خلال الأزمة السورية، فالحوارات تُجرى على وقع الرصاص وأصوات الطائرات، بينما تعكس كل امرأة مقدار التضحية التي تقدمها في علاقتها مع الرجل رغم الحروب التي تدور على مقربة منهما. لم يتوقف علي وجيه عن الكتابة. أخيراً، أنهى المخرج السوري أحمد ابراهيم الأحمد تصوير فيلم «الرجل الذي صنع فيلم» الذي كتبه وجيه أيضاً. يروي الأخير لـ«الأخبار»، أنّ «هذه التجربة كانت مكلفة مادياً، والمخرج نقل الأفكار إلى الشاشة بأمانة، كما تبنت مؤسسة السينما هذا المشروع الذي يضيء على تجذّر العنف في الحياة اليومية كظاهرة اجتماعية بعد تفاقم الأزمة السورية ودخولها في تعقيدات إنسانية قاسية». كما يعكف وجيه حالياً على كتابة مشتركة مع الممثل يامن الحجلي لمسلسل جديد بعنوان «عناية مشددة» (بتكليف من «شركة قبنض للإنتاج»). المسلسل الذي يخرجه أحمد ابراهيم الأحمد يُفترض أن يعرض في رمضان 2014، معالجاً يوميات الأزمة السورية عبر مجموعة من الحكايات تدور في الواقع.
سبق لوجيه أن ساهم في ورشة مشابهة جمعته بالمخرج جود سعيد في فيلم «بانتظار الخريف» الذي انطلق تصويره أخيراً، كما قدم أول سلسلة درامية سورية عبر الإنترنت في «فلاش سوري كتير» (إخراج وسيم السيد)، وبثّت عام 2011 على يوتيوب. خرجت هذه السلسلة على شكل لوحات من خلال حوارات سورية تحاكي الأزمة قبل أن تصل إلى حدودها الدموية!