فور شيوع الخبر، سارع أهالي الضاحية إلى نشر صور تضامنية مع عاصمة الشمال على الشبكة العنكبوتية توسّطتها عبارتا «من الضاحية هنا طرابلس»، و«أهل الضاحية متضامنون مع أهل طرابلس»، سرعان ما تحوّلتا إلى «هاشتاغ» إضافة إلى «#طرابلس _ حزينة» و«#الضاحية _ تبكي _ طرابلس».
تجنّد عدد كبير من الفايسبوكيين والمغرّدين للتحذير من شبح الفتنة الذي أطّل برأسه على لبنان، مشددين على أنّ الفاعل «يريد الحرب المذهبية وعلينا التعلّم من تجاربنا». أحدهم ذكّر بتفجيرات الحرب الأهلية في بيروت الثمانينيات حين كان يدوّي انفجار في «الغربيّة» فتبعه آخر في «الشرقيّة»، مشدداً على أنّه يومها «كنّا نعرف أنّ هناك قاتلاً يلعب على وتر الانقسام. رغم ذلك، كان المتقاتلون يشعلون المحاور. لطالما كان القاتل يتّكل على حماقتنا المستمرة بالطبع حتى اليوم».
القلب الأصفر ذو الخلفية البيضاء الذي انتشر على الصفحات الافتراضية بعد تفجير الرويس (الضاحية الجنوبية) الأسبوع الماضي ضمن حملة «أرجوك فتّشني»، اتشح بالسواد أمس وكتب عليه: «من الضاحية... هنا طرابلس». تعبير استُوحي من الحملة الافتراضية التي انطلقت في مختلف أنحاء العالم إثر تأزّم الأوضاع في دمشق بعد ما عرف بـ«معركة المطار» نهاية العام الماضي. علماً أنّ حملة «أرجوك فتّشني» أطلقها أربعة مصممي غرافيكس لبنانيين هم علي بحسون، ومحمد علي بركات، ومحمود رطيل، وخضر بدر الدين للتضامن مع ضحايا تفجير الرويس و«التعبير عن وعينا لضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية في الضاحية الجنوبية حفاظاً على أمننا وسلامتنا»، وفق ما قال رطيل لـ«الأخبار». المبادرة هي عبارة عن ملصقات يُفترض أن توضع على الزجاج الأمامي للسيّارات والدراجات النارية، جرى تداولها أيضاً على الشبكة العنكبوتية. واحتل القلب الأصفر صور البروفايل والغلاف على حسابات مستخدمي فايسبوك وتويتر وانستاغرام، كذلك عادت صورة علامة النصر الشهيرة التي نُشرت بعد تفجير الأسبوع الماضي، لكن هذه المرّة من أمام مسجد «التقوى» حيث وقع أحد التفجيرين الجديدين. الاستنكارات لم تأت من الضاحية فحسب، بل امتدت إلى مناطق لبنانية أخرى وإلى خارج الحدود أيضاً، إذ انضم إلى المواقف الرافضة للتفجيرات المتنقلة مواطنون لبنانيون من بيروت، وصيدا (الجنوب)، وجبل لبنان، والكويت والإمارات وغيرها. كثر أجمعوا على أنّ الأيادي التي فجّرت الرويس هي من جلبت الموت إلى الشمال، موضحين أنّ «تفجير طرابلس مدان. القاتل إرهابي أيّاً تكن هويته أو طائفته».
تعبيراً عن سوء الأوضاع الأمنية، تبنّى البعض لوغو «فتنة بالحيط». بعيداً عن الاتهامات السياسية، وكما في كل حدث أمني، نال الإعلام اللبناني نصيبه أمس على خلفية تغطيته المثيرة للجدل. وُصفت المحطّات المحليّة بـ«مراحيض الأخبار» و«منابر الفتنة والتحريض»، فيما وصل الأمر بالبعض إلى اتهامها بـ«العمالة والمشاركة في القتل». حفلة جنون جديدة انعكست على العالم الافتراضي، لكن هل تأتي دعوات التهدئة والتعقّل بنتائج على الأرض؟