لم يعرف مشاهدو برنامج «كلام الناس» في حلقة الخميس الماضي على lbci ما إذا كانت الحلقة «خاصة» لمتابعة انفجار الرويس، أم أنّها حلقة «خاصة» في مناسبة «اليوم العالمي للضحك»! لم يفهم أحد على الغالب، حالة الضحك الهستيرية التي انتابت مارسيل غانم ومعه ضيفه الوزير السابق وئام وهاب، ولماذا، في حلقة يُفترض أنّها لتغطية مصيبة ألمّت بالضاحية وأهلها، بالكاد يقدر مارسيل وضيفه وئام على إمساك نفسيهما من الضحك؟
وعلى ماذا؟ ما الذي يدعو إلى الضحك في ليلة وصل فيها تعداد الشهداء إلى عشرين، والجرحى تخطى المئتين؟ لم يفهم أحد أيضاً، قبل انفجار الضاحية، كيف استطاع مارسيل أن يطرح في الإعلان الترويجي للحلقة، استفتاء يساوي فيه بين تنظيم «القاعدة» و«حزب الله»، ثم ما يلبث في ليلة بث الحلقة، بعد الانفجار الحاقد الذي يحمل فكر «القاعدة» وبصماتها، أن يستقبل اتصالاً (أو ربما أن يجري اتصالاً) ببلال دقماق (الشيخ؟)، ويفتح له الهواء ليعبّر عن أهوائه الإرهابية، فيترحّم على الزرقاوي، ويقول إنّ «القاعدة» لم تفعلها في الضاحية، لأنّها لو فعلتها، لكانت قتلت الآلاف! طبعاً، مارسيل غانم الذي لا يقبل من ضيوفه أن ينتقدوا ملكاً سعودياً، أو أميراً قطرياً، لن يفعل الأمر نفسه مع شبيه الملوك دقماق الذي يُفتح له الهواء، ليقول ما يشاء، ويترحّم على مَن يشاء، ويتمنى الموت لآلاف أبناء الضاحية كما يشاء. والأنكى أنّ ضيف مارسيل المحسوب على فريق «حزب الله»، بدا في الحلقة كـ«ضاحك الليل»، يرمي نكتة هنا، ويلمّ نكتة من هناك، ويضحك، بل يضحكان هو ومارسيل، تارة لأنّ كرسي وهاب راح ينزلق نزولاً تحته، وطوراً لـ«لطشة» رماها وهاب أعجبت مارسيل، فقرر أن يرد عليها بـ«أهضم» منها. كأنّ الانفجار لم يقع، والشهداء لم يسقطوا، والجرحى وآلامهم لم يملأوا المستشفيات. كأنها حلقة «لايت»، يسودها جوّ من الخفة التي لا تحتمل، حتى عندما خلنا أنّ الحلقة تتجه إلى الجدية، حين قال وهاب إنه يمتلك معلومات عن المطرانين المخطوفين في سوريا مفادها أنّ أحدهما قتل، عاد مارسيل وسأله إن كان واثقاً مما يقوله، فأكد وهّاب بثقة: «علمت بذلك عن طريق الصدفة وأنا واثق من المعلومات التي وصلتني عن طريق الصدفة!» هي حلقة «الصدفة» و«الخفة التي لا تحتمل»، والضحك (الرقص) فوق الجثث. حلقة تفوح منها رائحة «القاعدة»، بطلها بلال دقماق الذي لا نستبعد أن يحلّ ضيفاً على البرنامج. حينها يصير للضحك سبب، وللصدفة معنى، على أن الخفّة رهن بمقدم البرنامج، فنحتملها أو لا نحتملها!