بينما كان العالم منشغلاً بغليان الشارع المصري، وجد تفجير منطقة الرّويس مساحة ــ ولو متواضعة ــ له في الإعلام الأجنبي. فيما فضّل البعض الاكتفاء بنقل تفاصيل الخبر «كما هو»، لم تستطع الأغلبية إبقاء تغطيتها بعيدة عن بعض الرسائل السياسية. وهناك مَن ذهب بعيداً في صوغ مطوّلات مليئة بالمواقف والتحليلات الموجهة ضد «حزب الله»، وعلى رأسهم «نيويورك تايمز». لم «تبخل» الصحيفة الأميركية على تفجير الضاحية، لا في الشكل ولا في المضمون. أفردت له مقالة «دسمة» مليئة بـ«أدلة» تربط بين الحادث و«تدخّل «حزب الله» الشيعي الزائد في الحرب الأهلية السورية»، مذكّرةً قرّاءها بأنّ الحزب «يرسل مقاتلين لمساندة الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة ذات الأغلبية السنّية»، الأمر الذي أدى أيضاً إلى «إغضاب سنّة لبنان». في الجزء المخصص لوصف حجم الدمّار الذي خلّفه الانفجار، وقع مراسل الصحيفة على ما يثبت «سيطرة حزب الله الكاملة على المنطقة»؛ فهناك «صور ضخمة لشهداء حزب الله، ولافتات مؤيدة لأمينه العام» السيّد حسن نصر الله. مجلة الـ«تايم» الأميركية مرّت على الحدث مرور الكرام ضمن مقالة لمديرة مكتبها في الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان أرين بايكر عن «انتقال الحرب السورية إلى لبنان عبر الخطف والتفجيرات»، مركزة على اختطاف الطيّار التركي ومساعده بالقرب من مطار بيروت قبل أيّام.
وكالة AP كانت المصدر الذي اعتمدت عليه «واشنطن بوست» الأميركية والـ«إندبندنت» البريطانية اللتان أدرجتا التفجير ضمن خانة «رد المقاتلين السوريين على تآمر «حزب الله» عليهم»، ولفتتا إلى تهديدات سبق أنّ وجّهت إلى الحزب قبل التفجير الأوّل الذي وقع في بئر العبد قبل أقل من 40 يوماً. من جهتها، شكّلت معلومات وكالة «رويترز» الركيزة التي استندت إليها الـ«غارديان» والـ«بي. بي. سي.» في تغطيتهما. الأولى أضافت إلى معلومات الوكالة تحميل بعض الجهات السياسية اللبنانية إسرائيل مسؤولية التفجير، إضافة إلى تعليق شيمون بيريز «المفاجأ». أما الثانية، فاستعانت بمشاهدات مراسلها في بيروت جيم موير على الأرض قبل أن تخلص إلى أنّ «أحداث سوريا تهدد السلم الأهلي اللبناني الهش، والتوازن القائم منذ نهاية الحرب الأهلية». في المقابل، غرّدت شبكة «سي. أن. أن.» خارج سرب وسائل الإعلام الأميركية، مكتفيةً بنقل تفاصيل الانفجار عن مصادر رسمية لبنانية مثل وزارتي الداخلية والصحة العامة، إضافة إلى المديرية العامة للدفاع المدني و«الوكالة الوطنية للإعلام». وفي الوقت الذي اكتفت فيه صحيفة «ليبيراسيون» بأخبار الوكالة الفرنسية، وضعت مواطنتها «لو فيغارو» الحدث ضمن «قصاص «حزب الله» على دوره في سوريا»، موضحةً أنّ الحزب صار «هدف المقاتلين السوريين وأغلبيتهم من السنّة». على خط موازٍ، نقلت الصحيفة الفرنسية رأي الكاتب اللبناني وضّاح شرارة الذي أكد أنّ ما حدث يأتي ضمن «تبادل الرسائل بين «حزب الله» وإسرائيل»، معتبراً أنّه قد يكون في سياق «الرد» على «عمليّة اللبونة» التي استهدف فيها الحزب قوة إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية.