التحديات والحظ السيئ يلاحقان «مهرجانات بعلبك الدولية». بعد نقل فعالياته إلى La Magnanerie (سد البوشرية) بسبب الأوضاع الأمنية، ألغت نجمة الروك ماريان فيثفول حفلتها التي كان مقرراً أن تفتتح بها المهرجان هذا السبت بسبب «كسر أصاب عمودها الفقري»، بحسب بيان أصدرته أمس لجنة المهرجان. وجاء في البيان أنّ الفنانة البريطانية وجّهت خطاباً الى الجمهور اللبناني و«مهرجانات بعلبك» جاء فيه: «أتمنى فور شفائي، الذي آمله سريعاً، أن آتي لأغنّي لكم في هذا البلد الجميل الذي اكتشفته من خلال الكتب...
إني أتوق كثيراً لأن أتعرف إليه وألتقي بكم». هكذا، فوّت لبنان موعداً مع نجمة تعتبر من أيقونات الستينيات. في بداياتها، ارتبط اسم فيثفول بفرقة «رولينغ ستونز». بعدما تعرّفت الى مدير أعمالها. وشاء القدر أن يكون ميك جاغر وكيث ريتشاردز قد انتهيا من تأليفAs Tears Go By التي لم يريدا تأديتها لأنها عاطفية جداً، فكانت من نصيب فيثفول، وأولى أغنياتها المسجّلة (1964). لم تكتفِ فيثفول بالغناء، بل دخلت السينما، وعملت مع عدد من المخرجين مثل جان لوك غودار، وجاك كارديف، ومايكل وينر. شغف التمثيل دفعها الى خشبة المسرح. لكنّ إدمانها على المخدرات حال دون تحقيق مشاريعها الغنائية والتمثيلية. أغنيتها Sister Morphine أثارت جدلاً واسعاً لدى صدورها عام 1969. كلمات الأغنية، التي شاركت فيثفول في كتابتها، تروي آلام امرأة كادت أن تودّع الحياة بعد دخولها في غيبوبة بسبب جرعة زائدة. السبعينيات كانت مرحلة التدهور لمغنية الروك. تدهور طاول نواحي حياتها الشخصية والمهنية: انفصال عن ميك جاغر الذي ربطتها به علاقة عاطفية، إدمان، انتكاسة مسيرتها في السينما، وألبوم لم يحقق نجاحاً ولا اعترافاً من قبل النقاد. مع كل ما حملته تلك الفترة من سلبيات في حياتها، كان ألبوم Broken English (1979) بمثابة ولادة جديدة لها، اعتبره النقاد أحد أفضل أعمالها بعدما تبدّل صوت المغنية. لم يعد الصوت الناعم الجميل الذي اكتشفه العالم في البدايات، بل اكتسب بحّة بسبب المخدرات والتدخين، وبات محمّلاً بتجربة حياة قاسية. يلخّص الألبوم قصة امرأة نجحت في البقاء حيّة بعدما راقصت الموت. لا يلخّص حياتها وتجاربها الشخصية فحسب، بل يتحدّث عن خيبة جيل كامل، وينتمي الى البانك خصوصاً في روحيته، ويختلف عما سبقه وتبعه من ناحية الموسيقى. فيثفول التي لطالما مالت الى إثارة الجدل، سجّلت خطوة جريئة إضافية في هذا الألبوم مع أغنية Why›d Ya Do It? التي تعبّر فيها عن غضبها الأنثوي بكلام جنسي صريح. قد يظنّ المرء أن فيثفول أصبحت في عمر لا يساعدها على أداء هذه الأغنيات بالاندفاع نفسه، ولكن مشاهدة مقاطع من إحدى حفلاتها الباريسية هذا العام تثبت حيويتها وقوة أدائها، أما آخر ألبوم أصدرته قبل عامين، فقد حمل عنوان Horses and High Heels، وضمّنته خبرة سنوات من الغناء، ومزجت فيه بين الروك والفولك والبلوز.