منذ ما يقارب 15 شهراً، قفز اسم الحاجة حياة عوالي إلى الضوء. المرأة الأربعينية ذات السحنة السمراء والملامح الجادة، تصدّت لتكون المتحدثة باسم «مخطوفي أعزاز»، فصارت «نجمة» تحتلّ الشاشات وأثير الإذاعات وصفحات الجرائد. من امرأة ومواطنة عادية، تحوّلت زوجة المخطوف عباس شعيب إلى مدافعة في الخط الأمامي عن قضية المخطوفين اللبنانيين، ورافقتهم عند كل مفصل.
هذا الدور الذي استحقته لم يأت من عبث، إذ برعت كمتحدثة حازمة لا تربكها كاميرا ولا سؤال مستفز. بل إنّها تحدث إرباكاً في الأوساط الصحافية في الكثير من الأحيان، فإجاباتها حاضرة وقاطعة، هي التي لوّحت بالكثير من الخطوات التصعيدية والتحركات الميدانية، وآخرها أول من أمس عندما أعلنت «أنّ قسماً كبيراً من أهالي المخطوفين سيتوجه الى شوارع بيروت لخطف أي تركي يرونه» بعدما احتجز فرع المعلومات في الأمن الداخلي المواطن محمد صالح على خلفية قضية خطف الطيارين التركيين في بيروت. وبغض النظر عن تصريح الحاجة حياة، الذي قد لا يوافق عليه كثيرون، الا أنّ المؤسف أنّ المرأة كانت عرضة لانتقادات بلغت حد العنصرية المقيتة التي يبدو أنّها صارت «ماركة مسجّلة» باسم اللبنانيين.
مثلاً، لم يكد موقع إحدى الصحف اللبنانية ينشر خبراً عن عوالي وحديثها عن الخطوات المقبلة، حتى امتلأ بالأوصاف والتعليقات المسيئة التي تعدّت حدود الاختلاف في الرأي، ووصلت الى حد التعرّض لكرامتها الشخصية والسخرية من انتمائها الديني والاجتماعي. في مقابل ذلك، تجنّدت مجموعة من المعجبين بشخص حياة للدفاع عنها، معلّقين: «ماذا لو انقلبت الأدوار وفقدتم أعزاء لكم أو أقارب في عملية الخطف هذه؟ هل كنتم ستتصرفون بهذه الطريقة؟». اللافت في هذه «الجبهة» هو «مبايعة» الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لعوالي، بل ذهب البعض إلى مغالاة واضحة حين ركّبوا صورة غلاف لها لتظهر على الصفحة الأولى لمجلة «تايمز» الأميركية «كامرأة العام» جرياً على عادة هذه الصحيفة باختيارها الشخصيات المؤثرة في العالم كل سنة. وفي خضم هذا الاختلاف والتباين حول شخصية الحاجة حياة، كان هناك تعليق لافت كتبه أحد النشطاء على ما تتعرّض له عوالي من حملة عنصرية، إذ توقّف عند الانفصام الذي يعيشه المعلقون العنصريون والذكوريون تجاه هذه المرأة، وتشدقهم في الوقت نفسه بحقوق المرأة وضرورة انخراطها في الشأن العام. يبدو أنّ دعوتهم «التحررية» هذه تقف عند نموذج شخصية... حياة عوالي!



منى ترمس

كما برزت حياة عوالي الى الضوء، كذلك فعلت منى ترمس زوجة المخطوف علي ترمس التي تنقلت بدورها بين وسائل إعلام عديدة، وأظهرت شجاعة وجرأة عاليتين في الكلام. إلا أنّها تختلف بشخصيتها عن زميلتها حياة عوالي. إذ عرفت ترمس بنبرتها العالية وعفويتها ومواقفها الحادة غير المهادنة. وهي تصرّ دوماً على تسمية الأمور بمسمياتها من شخصيات متورطة في حادثة إختطاف اللبنانيين محلياً وإقليمياً، ولا تتردد أبداً في تطعيم مواقفها المختلفة بتحليل سياسي خلال إطلالتها على الشاشات.