اضطر أحد المواقع الإلكترونية السورية المتخصّصة في أخبار الدراما أخيراً إلى إضافة فئة «أفضل إطلالة لبنانية في الدراما السورية: ممثل/ ممثلة» على استفتائه السنوي لرمضان 2013. جاء ذلك بعد المشاركة المكثفة للممثلين اللبنانيين في معظم المسلسلات التي يتابعها السوريون في هذا الموسم أهمّها «الولادة من الخاصرة 3»، و«سنعود بعد قليل»، و«حدود شقيقة»، فضلاً عن «العبور» الذي أرجئ عرضه إلى ما بعد شهر الصوم.
صحيح أنّ إطلالة الممثلين اللبنانيين في الدراما السورية ليست جديدة. هناك وجوه لبنانية يألفها المشاهد السوري كثيراً كبيار داغر، وكارمن لبس، ومجدي مشموشي، وورد الخال، ورفيق علي أحمد، وماغي بو غصن، وأنطوان كرباج، وطارق تميم، وأحمد الزين وغيرهم ممن قدّموا أدواراً تفاوتت في أهميتها أو مدى رسوخها في ذهن السوريين، سواء عرضت عليهم، أو كتبت لهم، أو استطاعوا الفوز بها بعلاقاتهم الشخصية. أما هذا العام، فالحال تغيّرت بعد حركة العبور العكسي التي تسبّبت فيها الحرب الدائرة في سوريا. بحثت بعض شركات الإنتاج عن ملاذ آمن لها في لبنان لتصوير الأعمال، هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية في الشام. وجد المخرجون السوريون أنفسهم أمام خيار إضافة فنّانين لبنانيين إلى قائمة أبطالهم لأسباب نفهمها حين يكون هذا الخيار موظفاً درامياً كما حدث في «حدود شقيقة» في الدرجة الأولى، وفي «سنعود بعد قليل» بدرجة أقل، وبصورةٍ غير مبررة في مسلسل «الولادة من الخاصرة 3» (منبر الموتى).
في كل الأحوال، وجد المشاهد السوري نفسه أمام تشكيلة سورية ــ لبنانية من الممثلين في مسلسلات محليّة تتحدث عن وضعه الراهن شوّشت عليه في الكثير من الأحيان، خصوصاً في «سنعود بعد قليل» (تأليف رافي وهبي، إخراج الليث حجو). وصل العمل إلى نهايته تقريباً ولم يقتنع المشاهد ولو للحظة بأنّ دينة (نادين الراسي) وميرا (غيدا النوري) فتاتان سوريتان. لم تبذل هاتان الممثلتان حداً أدنى من الجهد لمخاطبة المتلقي السوري بلهجته، فضلاً عن فوارق شاسعة في أسلوب الحياة تعزز هذا الشعور بالاغتراب لدى المتفرج السوري. وحتى حين تحدّثت دينة باللهجة الشامية مع أبيها نجيب (دريد لحام) في مشاهد محدودة، بدت غير مقنعة. أما «ميرا» فلا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقنع المشاهد بأنّها دمشقية نسيت لهجتها الأم بعدما عاشت في بيروت ثلاث سنوات، حتى أنّها لا تتحدّث بها ولو لدقائق مع أخيها مثلاً. وللإنصاف وبعيداً عن حاجز اللهجة، ثمّة ما لفت المشاهد السوري كثيراً، مثل رقص غيدا النوري وأدائها الذي بدا أكثر إقناعاً مع تقدّم حلقات المسلسل، و«مفاتن» نادين الراسي التي حرصت في لقطات مطوّلة على ترطيب سيقانها بالكريمات، وقوامها الممشوق بما يليق بعارضة أزياء، إضافة إلى شعرها العصي على التأثر بأي ظرف مهما كان قاسياً. أما الأداء فكان في مكان آخر، رغم أنّه لم يكن سيئاً في المطلق.
ونبقى في المسلسل نفسه، وللإنصاف أيضاً، لا يمكننا إنكار أداء بيار داغر الجيّد في دور الزوج المخدوع، وكارمن لبس التي بدت امرأة لبنانية مستقلّة وحرّة تعرف ما تريد تماماً، وتمسك مفاتيح اللعبة بيدها، فيما ظهر طلال الجردي لطيفاً ومحبباً ومفاجئاً بدور «الخواجة عبيدو». أما سينتيا كرم (نادين) التي ما زلنا نذكرها منذ أيام تلفزيون الواقع في «ستار أكاديمي1»، فنراها أمام الكاميرا بدور جريء هذه المرة.
بالانتقال إلى «منبر الموتى» (تأليف سامر رضوان ،إخراج سيف الدين السبيعي)، بدا اختيار نادين الراسي لأداء دور «سوزان» غريباً (وهو الدور الوحيد الذي أداه ممثل لبناني في هذا المسلسل السوري بامتياز) في الوقت الذي كان الكل ينتظر رشا شربتجي لتكمل دورها الأوّل كممثلة الذي بدأته في «ساعات الجمر: الولادة من الخاصرة2». ورغمَ ردود الفعل المحببة على إطلالة المخرجة السورية في الجزء الثاني، استُبدلت في الجزء الثالث بالراسي التي جاء حضورها «شمعياً» من حيث الشكل والأداء، وحتى على مستوى اللهجة السورية التي بدت مدبلجة من فمها. خيارات الممثلين اللبنانين في مسلسل «حدود شقيقة» كانت الأكثر ملاءمة للأدوار التي أسندت لهم، خصوصاً أنّها موظفة درامياً لصالح القصة التي تدور أحداثها بين قريتين إحداهما سورية، والأخرى لبنانية. لكن المسلسل برمّته لم يحظ بأصداءٍ تذكر لدى المشاهد السوري الغارق في دراما الواقع، ويبحث أحياناً عن أفضل محاكاة لوجعه على الشاشة الصغيرة، هذا إذا تسنّت له فرصة للمشاهدة.

* «الولادة من الخاصرة 3» على «أبوظبي» (23:00) وlbci (19:00)
* «سنعود بعد قليل» على lbci وLDC (18:00)، و«mbc دراما» (13:00) و«إنفينيتي» (22:00)
* «حدود شقيقة» على «الجديد» (19:00)، و«سما» (20:00)



مفاجآت نايا الجميلة

يبدو أن مسلسل «لعبة الموت» (lbci ــ 20:30، «أبو ظبي الأولى» ــ 21:00، «osn يا هلا» ــ 22:00) بطولة سيرين عبد النور (نايا ــ الصورة)، وعابد فهد (عاصم)، وماجد المصري (كريم) سيكون له حصة الأسد من النجاح هذا العام بعد نيله أعلى نسبة مشاهدة في لبنان، وفق إحصاءات شركة «ستات إيبسوس» في الأسبوعين الأوّلين من رمضان. لاحظ الجمهور تقدّماً واضحاً في أداء الممثلة اللبنانية مقارنة بأعمالها السابقة، فيما يُعتبر تجسيدها لهذا النوع من الأدوار (الامرأة المغلوبة على أمرها) الأفضل في مسيرتها حتى الآن. وكانت عبد النور قد وعدت خلال حديث صحافي الجمهور بمفاجآت كثيرة ستحملها الحلقات الأخيرة من المسلسل الذي كتبته ريم حنا وأخرجه سامر برقاوي والليث حجو.