لم تعد تطال رغدة شائعات حول تصريحات تُنسب إليها ضدّ زميلاتها في عالم التمثيل، بل تعدّت ذلك بأشواط كثيرة. قبل يومين، نقلت إحدى صفحات الفايسبوك التي تحمل اسم رغدة، رسالة قيل إنها موجّهة من الممثلة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وجاءت تلك الرسالة بعد المجزرة التي شهدتها منطقة خان العسل في ريف حلب (مسقط رأس الممثلة) التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 عسكري ومواطن.
فوجئ القارئ بتلك الرسالة القوية التي حملت تحريضاً على استخدام العنف ضدّ المعارضين السوريين، لكن غالبية وسائل الاعلام وقعت في الفخّ، ولم تنتبه إلى أنّ ذلك الخطاب لم يحمل توقيع رغدة بل فتاة اسمها نتالي صباغ.
شعر القارئ بالحيرة، فالخطاب الموجّه للأسد منشور على صفحة رغدة، من دون أن تعلن الأخيرة موافقتها عليه أو لا. وفي إتصال لـ «الأخبار» نفت رغدة علمها بتلك الرسالة، لافتة إلى أن نتالي صباغ admin صفحتها على الفايسبوك قد نشرت الخبر ووقّعته بإسمها. وأوضحت رغدة أن تلك الرسالة كانت قد أرسلتها الممثلة السورية رباب مرهج (راجع الكادر) إلى مكتب الرئيس بشار الاسد بعد مجزرة العسل التي أدّت إلى وفاة أقرباء لها فيها، لافتة إلى أنّ صباغ نسخت الرسالة للتعبير عن رأيها الذي يمثّلها فقط.
وقد جاء في الرسالة «سيدي الرئيس: عمرنا آلاف من السنين نحن السوريين. بحقنا ارتكبت الآلاف من المجازر. لا نريد بيوتنا بل نريد سوريتنا. يكفي صبراً. أحرقوا الأرض بمن فيها لتتعمّد سوريا بالدم كي تجتاز أزمتها. لا ترحموا كل من قدّم طعاماً أو ماء لحثالة المتأسلمين. أما آن للكيمياوي أن يستشيط».
فور نشر الرسالة، تعرّضت رغدة لهجوم عنيف من قبل المعارضين والمعتدلين، بينما نشرت المواقع الالكترونية السورية الموالية للنظام تلك الرسالة كما هي، وسط حالة من التهليل والفرح الزائد. علماً أنّ رغدة معروفة بولائها للأسد الذي تعبّر عنه في كل إطلالاتها الإعلامية. وفي الوقت نفسه، لم تدقّق وسائل الإعلام اللبنانية في صحّة الخبر على غرار موقع «النشرة» وقناة «الجديد». الكلّ سارع إلى نشر الخبر، ناسباً إياه إلى بطلة مسلسل «العبابيد». وشنّت الاعلامية في قناة lbci ديما صادق هجوماً على صفحتها على الفايسبوك، قائلة «رغدة. شو بدكن يا هيك يكون الإحساس المرهف للفنان يا بلا». إذاً، رغدة ضحية الاعلام مرّة أخرى الذي يهلّل ويطبّل بأيّ خبر ينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.



فتّش عن رباب مرهج

في اتصال مع «الأخبار» تؤكد الممثلة السورية رباب مرهج بأنّها بعثت «رسالة شبيهة بالرسالة التي نشرتها نتالي صباغ على صفحة رغدة» لكنها ترفض كلياً التطرق إلى هذا الموضوع وتفاصيله في وسائل الإعلام. وتؤكد مرهج بأنّ «نتالي صباغ وهي «آدمن» صفحة الفايسبوك التي تحمل اسم رغدة نشرت هذه الرسالة، قبل أن ترسلها إلى مجلة «الجرس» موقَّعة باسم رغدة». وخلال جولة قصيرة على صفحة مرهج على الفايسبوك، يتضح أنها التقطت صورة مع السيدة أسماء الاسد في إحدى المناسبات، كما أنها تضع صورة الرئيس السوري مكان صورتها الشخصية وتعبر عن مواقفها المؤيدة للنظام السوري ورموزه.