قطر هي أسمن دولة في الشرق الأوسط وفق آخر الإحصاءات التي أظهرت أنّ 34% من رجالها و45% من نسائها يعانون من السمنة. وزن الإمارة الزائد لا يتناسب مع حجمها، ولا تطيق تصنيفها الجديد الذي يشوّه صورتها المصقولة بجهد وكلفة عالية للفت انتباه العالم.
لكنّ الإمارة تدرك أن القطريين لا يتحرّكون كثيراً، وحتى لو أرادوا ذلك فقد تقضي عليهم الحرارة المرتفعة جداً في الخارج. ما العمل؟ وجدت الدوحة الحلّ سريعاً. حلّ «على الطريقة القطرية»: أقنعت الدوحة سكّانها بأن بإمكانهم خسارة وزنهم الزائد إذا تمشّوا في الـ«مولات»!
مؤسسة «أسباير زون» Aspire Zone Foundation الحكومية التي تعدّ أحد أضخم المشاريع لترويج السياحة الرياضية في قطر، أطلقت المشروع المرجوّ قبل أسبوع. «صحتك في خطوتك» أو Step into Health هو إسم الحملة التي رعتها الحكومة القطرية من خلال مؤسسة «أسباير» التي روّجت لفكرة أنّه «بإمكانكم أن تخسروا عشرات السعرات الحرارية، إذا تنزّهتم في المولات فقط». Walk More, Walk the Mall، كان شعار الحملة «الرياضية ــ الصحية»، والمطلوب؟ تأدية 10 آلاف خطوة يومياً داخل أي مول تختاره! «المشي في المول هو التمرين الأفضل، وسط حرارة معتدلة. يؤمّن هذا التمرين الجوّ الأنظف والأكثر أماناً لك»، يوضح الدليل المطبوع الذي وزّعته الحملة في معظم المجمّعات التجارية المتوافرة في الدوحة. وإمعاناً في «إستغباء» السكان والمواطنين، لم تتردد الحملة بالإعلان: «مشروعنا لا يشبه التمرينات الأخرى فهو لا يقضي بالتريّض حتى التعرّق». التعرّق ليس جذاباً للمتنزه/ متنزّهة في المول. إذاً، تَعِد الحملة الرسمية جدّياً القطريين بـ«خسارة الوزن من دون قطرة عرق واحدة». رغم ذلك، حشدت المؤسسة حوالي 1000 مشارك في حفل الإطلاق، كما انتشرت مراكز تسجيل المشتركين في «المولات» ووزّعت عليهم عدّادات إلكترونية تقيس عدد الخطوات التي يؤدّونها.
«يريدوننا أن نمضي وقتاً أطول في المولات لكي ننفق أموالاً أكثر ونشتري بكمية أكبر... هكذا أفهم هدف الحملة»، علّق بعض سكّان قطر على مواقع التواصل الاجتماعي. «تمشّى في المول؟ نحن لا نفعل أي شيء آخر» قال آخرون، بينما شجّع بعض الشباب على المشاركة في الحملة. لكن الحماسة التي واكبت انطلاقة المشروع ما لبثت أن خفتت بعد أيام قليلة. ينبغي على قطر أن تبذل جهداً أكبر لكي تكتسب رشاقتها... فـ«الغوى بدّه قوى»!