علّةٌ واحدةٌ تكفي لإصابةِ حيوانٍ بالموت.
موتٌ واحدٌ يكفي.
.. ..
ما الذي فعلناهُ نحن؟ ما الذي يُفعَلُ بنا نحن؟
كلُّ هذا الموت، كلّ هذه الجهنّم، كلّ هذا التوسُّل، كلّ هذا الفائضِ من الخوف وغيابِ العدالةْ..
ونحن مثابرون على الحياةْ!
كل هذا الصبر؟
الرحمةَ! الرحمةْ!
تعِبْنا، وآن لنا أن نستريح.
.. ..
تعِبْنا من الأمل. تعبنا من فقدان الأمل. وتعِبنا من الانتظار.
منذ أنْ أسقطَتْنا الحياةُ من بطون أمّهاتنا ونحن جالسون، هكذا، أمام لوحةِ منجّمي المستقبل، ننتظرُ خلاصنا كمنْ ينتظرُ يومَ قيامةٍ أو ظهورَ ربّْ.
كفى! كفى!
تعبنا.. ونريدُ أنْ ننسحب.
25/2/2011



بانتظار الساعة



ليأتِ اللّــهْ!
ليأتِ مَن يقولُ لنا:
دقّت الساعة، واللّــهُ على وشكِ الوصول.
يَبِسَ القلبُ وشاخت الأدمغةْ
ولم يعد في عظامنا ما يكفي من الدموع
لمواصلةِ الحياةِ
أو.. لمواصلةِ التأسُّف على فقدانها.
.. ..
أين اللّـهْ؟!...
25/2/2011



بسبب الحيطة



لم يقتلْ أحداً.
لم يرغب في قتْلِ أحدْ.
ولأنه الأعزلُ الوحيد في هذا المعسكر
الجميعُ يخشاه
الجميعُ يقول:
انظروا !
هذا المريبُ الماكر
لابدّ أنّه يخفي سلاحاً، ويخطّطُ لمذبحةْ.
.. وتعرفون ما حدث.
.. ..
أبداً! لم يقتلوه دفاعاً عن النفس
بل.. بسبب الحيطةْ.

ما لم يستطع إقناعهم به:
«حين تَجاسَرتُم على ضعفي
جعلتموني - حتّى وأنا ميْت -
قادراً على هزيمتكم.
وحين أَهَنْتم حياءَ العاجز
صرتم أمواتاً أجمعينْ.
25/2/2011