الجزائر | لم يكد أرلوند شوارزنيغر (1947) يحلّ في عاصمة الغرب الجزائري وهران يوم الثلاثاء حتى مثّلت زيارته موضوع أبرز الرسوم الكاريكاتورية التي تصدّرت الصحف، معلّقةً على زيارة الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا للمشاركة في اجتماع «منظمة العشرين» للبيئة. طبعاً، لم يفاجأ الجزائريون بعرض باقة من أفلام الممثل الهوليوودي الشهير على قنواتهم الرسمية تزامناً مع قدوم بطل «ترميناتور» الى الجزائر، ليس كفنان بل لافتتاح مكتب لـ«منظمة العشرين» التي أسسها شوارزنيغر عام 2010 بدعم من هيئة الأمم المتحدة، إذ وقع اختياره على وهران من بين عشرين مدينة عالمية لتمثّل منظمته غير الحكومية في منطقة الحوض الأبيض المتوسط.
بعد إلقائه محاضرة في قصر المؤتمرات وعقد ندوة صحافية، سارع مسؤولو المدينة إلى برمجة جولة سياحية لاصطحاب ناشط «الحزب الجمهوري» الأميركي لاكتشاف الثراء الثقافي والأثري الذي تزخر به العاصمة الفنية للجزائر، حيث مكث يومين. وجاء في تصريح والي وهران ضرورة قنص هذه الزيارة الأولى من نوعها لنجم هوليوود بهدف الترويج للمدينة حتى تكون ديكوراً لتصوير الأفلام الأميركية مستقبلاً، لا سيما أنّها تحتضن منذ سنوات أهم التظاهرات الفنية العالمية على غرار «المهرجان الدولي للفيلم العربي». لكن شوارزنيغر الذي جاء تلبية لدعوة وزارة البيئة الجزائرية، لم يحمل في أجندته إلا مجموعة من المسائل البيئية في مقدمتها الاحتباس الحراري، موقّعاً اتفاقيات تعاون مع السلطات الجزائرية تخص برنامجه المتعلق بالطاقة المتجددة لتحقيق اقتصاد أخضر يتصدّى لانبعاث الغازات. إلى جانب الفن السابع، كانت البيئة والمحيط محطّ اهتمام شوارزنيغر الذي عمل على سنّ قوانين تتصدى للتلوث البيئي ووقّع خلال توليه منصبه السياسي السابق في كاليفورنيا على الوثيقة الثانية الخاصة بمشكلة الاحتباس الحراري العالمي، وقد منع بموجبها كبريات الشركات في الولاية الأميركية من التعامل مع مورّدين لم يحترموا معايير انبعاث الغازات، كذلك شجّع على وضع خطط تهدف إلى خفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في محطات الطاقة النباتية في الدول العشرين الأعضاء في منظمته التي تكمن مهمتها الأساسية في تمويل ومساعدة المشاريع ذات الانبعاث القليل لغاز الكربون. زيارة شوارزنيغر شجعت الجزائريين في مواقع التواصل الاجتماعي على السخرية مما آل إليه محيطهم البيئي الذي قد يحتاج إلى Terminator كالشخصية التي جسّدها شوارزنيغر في أفلامه من أجل هزيمة «وحش» التلوث، لا سيما أنّ الجزائر العاصمة التي تلقَّب بـ«المدينة البيضاء» تشكل أكوام النفايات ديكورها اليومي، علماً بأنّه في الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات ناشطين جزائريين في المجال البيئي والتنمية المستدامة مطالبةً بالتصدي لظاهرة التلوث البحري وتضاعف حجم النفايات إلى 13 مليون طن سنوياً، رغم أنّ الحكومة وعدت في أول تصريح لها بعد تولّي مهماتها بتنظيف عاصمة البلاد. أما الحديث عن إعادة تدوير النفايات، فيبقى مجرد مشاريع تلوكها القرارات الحكومية منذ سنة 2000.