القاهرة ــــ «الأخبار»شهدت مصر أوّل من أمس أقصر أزمة في كواليس الإعلام منذ «ثورة يناير». بعد 12 ساعة من الشدّ والجذب والجدل، عاد محمود سعد (1954) مرة أخرى إلى شاشة قناة «النهار». وكانت الأزمة بين المحطة والإعلامي قد بدأت عبر رسالة إلكترونية بعثها مالك شبكة قنوات «النهار» علاء الكحكي للإعلامي، يؤكد فيها رغبته في أن تكون التغطية للأحداث المصرية المقبلة خبرية مع وقف برنامج الـ«توك شو» الرئيسي «آخر النهار» الذي يقدمه سعد من الأربعاء إلى السبت (21:00).

رأى الكحكي أنّ ما يجري في الشارع المصري «فتنة»، وأنّه لا يريد أن يسهم في إشعالها وتطويرها. من جانبه، أجرى سعد اتصالاً هاتفياً ببرنامج «مانشيت» الذي يقدّمه جابر القرموطي على قناة «أون تي في»، وأكّد أنه متقبّل للقرار كون إدارة القناة غير مسؤولة عن مواقفه السياسية الأخيرة التي كشف عنها. وكان الاعلامي قد وقّع استمارة حملة «تمرّد» (الأخبار 16/5/2013) على الهواء مباشرة خلال إحدى حلقات برنامجه، وبالتالي لن يكون محايداً في التغطية الإخبارية. وأكّد سعد لزميله القرموطي، أنه سيعود إلى برنامج «آخر النهار» بعد هدوء الأوضاع في المحروسة، أي في الأيام الأولى من تموز (يوليو) المقبل، وأنه كان سيتوقف عن تقديم برنامجه في كل الأحوال خلال رمضان. غير أن الأزمة لم تنته عند هذا الحدّ. انطلق هجوم عنيف ضدّ قناة «النهار» المتّهمة بالانحياز للإخوان المسلمين وسياستهم، وطالب بعض النشطاء بمقاطعتها إذا استمرّ غياب سعد عنها. كما استبشر آخرون خيراً بقرار المحطة، كون سعد أُبعد قبل أيام من «ثورة يناير»، عن شاشة التلفزيون المصري حيث كان يقدّم برنامج «مصر النهاردة». الصحافي والإعلامي خالد صلاح فتح الملف مجدداً على شاشة «النهار» بعد وقت على مداخلة محمود سعد عبر قناة «أون تي في». أجرى صلاح مواجهة بين مالك شبكة قنوات «النهار» وسعد. وقد انتقد الأول سرعة خروج محمود سعد إلى وسائل الإعلام، رغم أن القرار لم يكن نهائياً، وبل تم الرجوع عنه. وهنا، انفعل سعد على مديره، وقال إنّه لن يعمل معه مرة أخرى وأنهى المكالمة، ليؤكد خالد صلاح تضامنه مع زميله المُبعد عن الشاشة ويقف إلى جانبه. وفيما ظنّ الجميع أن سعد لن يعود إلى «النهار» مرة أخرى، لم تمرّ ساعات معدودة حتى أعلن الطرفان انتهاء الأزمة وعودة سعد إلى الشاشة ابتداءً من مساء أمس الأربعاء من دون فرض أي رقابة عليه. وغرّد سعد على تويتر معلناً قرار الرجوع.
هذه الاجراءات ومضايقات الصحافيين المصريين، من بينها نقل أحمد عبد العزيز أحد مستشاري الرئيس مرسي من القصر الجمهوري إلى مكتب وزير الإعلام كي يدير التلفزيون المصري (الأخبار 26/6/2013)، تتزامن مع اقتراب موعد التظاهرة المليونية في 30 حزيران الجاري (الاحد المقبل) ضد نظام الاخوان والرئيس محمد مرسي.

«آخر النهار» يومياً على «النهار» (21:00)