نعم، أعرفُ أنّ نيسان أقسى الشهور.
لكنْ، يا الله،
إنْ كنتَ تعرفُ ذلك أيضاً
فلماذا أوفَدْتَ كلَّ هذه الأزهار إلى وليمتِه؟
.. ..
نُطِلُّ على الربيع
كمنْ يُطلُّ على سرادقِ مأتم.
كأنما لا أحدَ يعرفُ طريقاً إلى عرس!
الأزهارُ كلّها محمولةٌ إلى مقابرِ موتى:
حمراءُ موتى. صفراءُ موتى. بيضاءُ موتى. ذبائحُ موتى.
الحياةُ كلّها ماشيةٌ خلفَ نعوشِ موتى.
يا إلهي!
خلف جنازةِ مَن
يُهَروِلُ هذا الربيعُ كلّه؟!..
.. ..
افرحوا!
افرحوا واطمئنّوا!
عمّا قريب
كلُّ هذه الأزهار
ستغدو عتيقةً وفاسدةْ.
تُرى، كم يتوجّبُ علينا أنْ ننتظر
لنشهدَ ولادةَ ربيعٍ آخر؟!
12/4/2011

الجلّادُ المشْفِق



يا صاحبَ السيف! أرجوكَ وأرجوكْ:
رحمةً بالخائفِ
لا يرتعشْ قلبُكَ , ولا ترتجفْ ذراعُكْ!
أرجوكَ وأرجوكْ:
كنْ حاذقاً, سريعاً, وعطوفاً!
رشيقاً كأفعى
وخاطفاً كشعاعٍ على ماءِ بحيرةْ.
أرجوك:
عَطِّلْ يقظةَ الحواس
وأَوقِفِ الزمنْ.
.. .. .. ..
حنانَكَ يا صاحبَ السيفِ, حنانَكْ!
لاتحْنِ رأسَكَ كمنْ يتأسّى
ولا تنظرْ في عينيَّ كمنْ يشفقُ أو يعتذر
(شفقتُكَ تُطيلُ موتي)
فقطْ, شُدَّ أصابعكَ على آلةِ رحمتِكْ
وفكِّرْ في ما قد تصيرُ محتاجاً لتَذَكُّرِهِ في الغد:
الشفقةُ العاجزةُ نَصْلٌ رديءُ السَّنّ
والخوفُ من الموت, هو وحدهُ, أصعبُ ما في الموت.
1/5/2012