القاهرة | حاول المسؤولون عن بث الأخبار في التلفزيون المصري التعديل في كلمة قائد الجيش عبد الفتاح السيسي ليكون الخبر: «الجيش المصري يحمي الشرعية» بدلاً من «الجيش المصري يحمي إرادة الشعب»، كما ذكرها السيسي في كلمة مصوّرة ألقاها مساء الأحد الماضي أثناء حضور الندوة التثقيفية الخامسة التي نظمتها القوات المسلحة. هذه التفاصيل باتت تتكرّر كل يوم، يسرّبها عاملون مناهضون لنظام الرئيس محمد مرسي من داخل مبنى «ماسبيرو» الشهير المطلّ على نيل القاهرة.
قبل يومين من هذه الحادثة أيضاً، عُدِّل خبر الحكم في قضية هروب السجناء من سجن «وادي النطرون» وإخفاء عبارة «اتهام عناصر إخوانية» بالمشاركة في اقتحام السجون. استخلص العاملون في «ماسبيرو» درس «ثورة يناير» جيداً، فقرروا كشف ما يجري في أروقة تلفزيون الدولة، حتى لا تتكرر تظاهرات حصار المبنى والمطالبة بإنزال العقاب في الموظفين في حال التحرك الشعبي ضد الرئيس الإخواني يوم 30 حزيران (يونيو). ما سبق يؤكد الخبر الذي نشرته معظم الصحف المصرية عن انتقال أحمد عبد العزيز أحد مستشاري الرئيس مرسي من القصر الجمهوري إلى مكتب وزير الإعلام صلاح عبد المقصود كي يدير المبنى اعتباراً من بداية هذا الأسبوع وحتى مرور النظام بسلام من فعاليات 30 يونيو التي باتت حديث كل المصريين (راجع الكادر).
في المقابل، رغم كل ما تعرّضت له القنوات الخاصة من مضايقات فور انتخاب الرئيس مرسي، اتخذ بعضها موقفاً علنياً يقضي بالمشاركة يوم 30 يونيو. الملاحظة تنطبق بدقة على برنامجي «هنا القاهرة» لإبراهيم عيسى على قناة «القاهرة والناس»، و«السادة المحترمون» ليوسف الحسيني على قناة «أون. تي. في لايف». بكل صراحة، طالب الإعلاميان المذكوران المشاهدين بالنزول والمشاركة. الحسيني تحديداً وضع أمام الكاميرا بوستر «انزل 30 يونيو. عمر المصري ما هيبق جبان»، فيما خصّص عيسى حلقاته لتحليل سياسات وسلوكيات جماعة الإخوان فقط لا غير. أما باقي برامج قنوات «أون. تي. في» و«سي. بي. سي» و«القاهرة والناس» وبرنامج «آخر النهار» لمحمود سعد على قناة «النهار»، فتركز منذ أسبوعين على الأقل على الأسباب التي أوصلت المصريين إلى قرار تجديد الثورة في 30 يونيو. بسبب هذه التعبئة، دفعت جماعة الإخوان المسلمين مجموعة كبيرة من متحدثيها للرد على الانتقادات الموجهة من الضيوف المحسوبين على المعارضة، في محاولة لإحداث توازن إعلامي، رغم أنّ القنوات المؤيدة للنظام لا تستضيف المعارضين من الأساس.



محاصرة «تمرّد»

وفق البيان الصادر عن وزارة الإعلام المصرية، فإنّ دور المستشار أحمد عبد العزيز هو «متابعة الأداء الإعلامي لكلّ ما تبثه قنوات ومحطات «ماسبيرو»»، كأنّ وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود عاجز وحده عن السيطرة. وعلى الفور، كشف العاملون في التلفزيون الرسمي عن تعليمات محددة ومتوقعة، كعدم ذكر أي فعاليات تتعلق بنشاط حملة «تمرد» المناهضة للرئيس محمد مرسي، والحد من التقارير التي تتناول أزمة الوقود، والتركيز على مصابي الإخوان في المصادمات بينهم وبين النشطاء، والأهم وضع قوائم محددة من الضيوف الذين يُسمح لهم فقط بدخول «ماسبيرو» خلال هذه الفترة.