رغم ابتعاده عن الأضواء، واستقالته قبل أشهر من رئاسة قسم «التحقيقات» في قناة «الجديد» وتأسيسه شركة إنتاج خاصة به، لا يزال الإعلامي فراس حاطوم يتمتع بالحماسة ذاتها التي عرف بها منذ انطلاقته في عالم التلفزيون.
يتابع حاطوم قضية شاهد الزور زهير الصدّيق في كل خطوة، وقد سبق أن دخل السجن بسببها قبل سنوات (2007). لكن عندما علم منذ أيام أنّ ذلك الشاهد موجود في إحدى ضواحي القاهرة، جمع الصحافي حقائبه نهار الخميس الماضي واتجه نحو المحروسة. يروي حاطوم لـ«الأخبار» تلك الأحداث بالتفصيل، لافتاً إلى أن معظم الصحافيين اللبنانيين نشروا أخباراً كاذبة عن سبب سفره إلى مصر واعتقاله هناك نحو 48 ساعة قبل أن يطلق سراحه ليل الجمعة.
ينفي الشاب المعلومات التي نشرتها إحدى الصحف اللبنانية أنّ زيارته للقاهرة «جاءت بعدما علم أن الصدّيق يملك إفادات تؤكّد تورّط «حزب الله» في قضية اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري». ويوضح أنه سافر إلى المحروسة لأنه حدّد مكان الصدّيق ومنزله، فأحبّ متابعة قضية الشاهد الذي شغل العالم، ويسأل عن وضعه هناك وعمّا إذا كانت السلطات المصرية تعرف بوجوده على أراضيها.
يروي الصحافي أنّه عندما وصل إلى إحدى ضواحي القاهرة، شاهد الصدّيق وشقيقه عماد. وعندما اقترب منهما مع المصوّر سعد الدين الرفاعي ومراسل في القاهرة، هجم الشقيقان عليهم، فحطّما الكاميرات وتجمّع الناس حولهم، ما أدّى إلى اعتقال حاطوم وزملائه. لكن فور ذهابهم إلى أحد المخافر، طلب شقيق الصديق عدم رفع دعوى تجنباً لأي خلاف، وسجّل المحضر على أنه شجار بين شابين، بينما وضع حاطوم في السجن لمدة 48 ساعة بسبب مماطلة الشرطة المصرية في إطلاق صراحه وإساءة معاملته.
ما لفت نظر الصحافي الاستقصائي هو التغييرات التي طرأت على الشكل الخارجي للصدّيق. فقد زاد وزنه وبدا في حالة مزرية. لا ينسى الصحافي أن يشكر القائمين على قناة «الجديد» و lbci للجهد الذي بذلوه كي يخرج من السجن.
يكشف الشاب أنه قبل سنتين تقريباً، وخلال عمله في قناة «الجديد»، ذكر أنّ الصدّيق موجود في القاهرة، ولكن يومها لم يأخذ أحد الموضوع على محمل الجدّ. ويلفت إلى أنّه حالياً يدير شركة تنتج أفلاماً وثائقية وربورتاجات استقصائية سيعرض جزءاً منها على قناة lbci قريباً. يوضح الصحافي أنه لم ينتقل فعلياً للعمل في المحطة التي يرأس مجلس إدارتها بيار الضاهر، بل هو يعمل تحت جناحيها بدوام حرّ. وفي الأيام المقبلة، ستبصر أعماله النور على تلك القناة.
يصف حاطوم وضعه اليوم بأنه يعيش مرحلة جديدة، مؤكداً أن زهير الصدّيق لا يعنيه نهائياً ولا يوجد ثأر بينهما، لكنه أحب أن يكمل ملفاً كان قد فتحه سابقاً.