تعيش الممثلة السورية رغدة (الصورة) حالة من العزلة عن الإعلام العربي. هي مشغولة بإكمال تصوير مسلسلها الجديد «الشكّ» (تأليف أحمد أبو زيد وإخراج محمد النقلي)، ولم تعد تفاجئها الشائعات التي تستهدفها. تغلق رغدة هاتفها في الفترة الاخيرة، لأنها تشعر بالملل من الواقع السياسي والاجتماعي، وتفضّل العيش في عالمها الخاص والاهتمام بعائلتها وعملها فقط.أيام قليلة وتنتهي الفنانة المقيمة في مصر من تصوير مشاهدها في العمل التلفزيوني الذي سيعرض في رمضان. لكن منذ أيام، ظهرت تحرّكات في مصر تطالب بمقاطعة مسلسل «الشكّ» بسبب آراء الممثلة السياسية ومعارضتها لـ«الثورة» السورية ووقوفها إلى جانب النظام.

تنكر رغدة في حديث مع «الأخبار» تعرّض مسلسلها لأي حملات سلبية، كاشفة أن «الشكّ» (يشارك في بطولته حسين فهمي ومكسيم خليل ومي عز الدين) تعاقدت على عرضه محطات مصرية وعربية، منها «الحياة» و«المحور» ويُحتمل عرضه على محطة «دبي» الإماراتية. وتنفي وجود أي خلافات مع المخرج، مرجعة الشائعات إلى أنها امرأة مستهدفة في أيّ خطوة تقوم بها، ومعتبرة أنها تدفع ضريبة مواقفها السياسية التي لا تخجل بها «فالجميع يسير في اتجاه وأنا في اتجاه» آخر. تصمت قليلاً وتقول :«إذا كان الوطن (سوريا) كلّه يدفع ثمن مقاومته وبقائه على قيد الحياة، فهل توقف الأمر عليّ!». تشعر الممثلة بالاطمئنان عندما تتحدث عن عملها الجديد، بينما ترتفع نبرة صوتها عندما توصف الوضع السياسي العربي، معتبرة أننا «نجلس على صفيح يحترق. لكن للأسف ذلك الانفجار سوف يطال الجميع من دون استثناء».
يبدو التعب جلياً على الفنانة، فصوتها خافت، بعدما عانت أخيراً من إرهاق بسبب ضغط تصوير عملها التلفزيوني، لكنها لا تزال مصرّة على مواقفها التي أطلقتها مع بداية الأزمة السورية. تضحك طويلاً عندما نسألها عن رأيها في انتخاب زميلها الممثل السوري جمال سليمان عضواً في الائتلاف السوري المعارض (الأخبار 1/6/2013) معتبرةً «أن الحرب تظهر قصصاًَ غريبة وعجيبة. نحن أصبحنا في زمن اللامفاجآت». أما بالنسبة إلى قضية والدها (الأخبار 10/3/2013) الذي اختطف قبل أشهر في سوريا، فتلفت الفنانة إلى أنها لا تعلم عنه شيئاً، ولا تزال الاخبار مقطوعة عنه، وهذا الأمر يحزنها ولا تعرف متى تنتهي تلك القضية.