دخلت «الميادين» قلوب الفلسطينيين قبل منازلهم، واستطاعت حجز مكانتها عندهم. هي كانت ملجأهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، ونقلت صوتهم عندما أرادوا إسماع العالم صراخهم من أزقة المخيمات الضيقة. انتظروا في المخيمات انطلاق القناة ليتأكدوا من صدقيتها تجاههم. على الطرق القريبة من المخيمات، نُشرت اعلانات تبشّرهم بنقل واقعهم كما هو. وكما هو معلوم، فواقع المخيمات مخيف، ونقله يتطلب جرأة. على مدى عام، خبر الفلسطينيون «الميادين»، ففضلوها على «الجزيرة». وخلال عملية «الرصاص المصبوب»، أصبح مراسلها في غزة أحمد شلدان أهم من مراسلي «الجزيرة» في الداخل الفلسطيني. على مدى عام، جالت كاميرات «الميادين» وفريق عملها في أزقة المخيمات. نقلت الواقع كما هو. عرضت وثائقيات عن «غيفارا غزة» وواقع الشباب الفلسطيني في المخيمات اللبنانية. أبناء مخيم برج البراجنة يذكرون جيداً حضور صاحب برنامج «كلمة حرة» جورج غالاوي الى مخيمهم لتصوير إحدى حلقاته، كما يذكرون حضور بطلتهم ليلى خالد لتصوير إحدى حلقات البرنامج في المخيم. هكذا، وكيفما جال زائر المخيمات في أزقته، سيصل الى مسامعه صوت شاعر فلسطين محمود درويش، أو سيشعر بغضب رفيف زيادة وهي تقول بالإنكليزية «نحن الفلسطينيين نعلم الحياة سيدي»، أو سيشعر بأنه في رحلة مع تميم البرغوثي في أزقة القدس. بعد عام على انطلاق «الميادين»، لم تعد فضاءات المخيمات حكراً على أصوات مذيعي «الجزيرة». في مخيم البراجنة، يتابع سكانه «الميادين» ليعرفوا ما يجري في الداخل الفلسطيني. يروي أبو مصطفى صاحب دكان صغير عند باب المخيم أنّه عندما اقتحم الصهاينة باحة مسجد الاقصى، «فتحت «الميادين» الهواء لنقل ما يجري، بينما كانت «الجزيرة» تعرض أخباراً ليست اولوية لنا». بالطبع، هناك معارضون لسياسة المحطة، وخصوصاً في ما يتعلق بالملف السوري. لكن تبقى «المحطة مرجعهم في كل ما يتعلّق بفلسطين»، يقول أحد أنصار «حماس» في المخيم. فريق «الميادين» من أبناء المخيمات، قرّب المحطة أكثر الى قلوب السكان، وسياستها الداعمة للمقاومة جعلتها فلسطينية أكثر من بعض الفضائيات الفلسطينية.