اليوم تطفئ «الميادين» شمعتها الأولى. عام مرّ عليها كان من أكثر الاعوام الحافلة بالاحداث. القناة التي حملت شعار «الواقع كما هو»، قدّمت على مدى سنة واقع أحداث المنطقة والعالم، ابتداءً من الحرب الاسرائيلية على غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وصولاً الى تغطية الملف السوري. رغم أنّ العديد من المشاهدين قد يعتبرونها في صف النظام السوري، إلا أنّه يُسجَّل للمحطة تقدّم على كل القنوات المنافسة حين نقلت وجهة نظر المعارضة السورية من خلال تغطية مؤتمراتها ونشاطاتها، كما استضافت أركان ورموز المعارضة السورية.
لقد نجحت «الميادين» حيث فشل الجميع، إذ استضافت مؤيدين ومعارضين للنظام السوري على طاولة واحدة ضمن حوار هادئ وبنّاء يُبنى عليه، ناقلةً وجهات نظر الجميع بأمانة من دون تدخّل في النص.
في المقلب الآخر، لم تُخف القناة انحيازها للمقاومة. لقد فاخرت بذلك منذ إعلان انطلاقتها العام الماضي، كما وقفت مع المقاومة في غزة واستضافت رموزها في لبنان، وأحيت ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان بشكل غير مسبوق. بالنسبة إلى العاملين في القناة، كان العام الأول أشبه بمئة سنة في آن واحد. يتحدث العاملون بثقة معبّرين عن فرحتهم بانجازاتهم. هم يرون أنّ التحدّي أكبر اليوم، فما هو أصعب من المستوى الذي وصلنا اليه، هو المحافظة عليه والتقدّم أكثر.
«الميادين» التي ولدت بعد تسعة أشهر من التحضير، انطلقت قبل سنة حاجزةً لنفسها موقعاً متقدّماً في عالم الاعلام وانجزت خلال اثني عشر شهراً ما لم تنجزه أي من القنوات العريقة، وهذا يظهر جلياً في استطلاعات الرأي التي تجريها بعض المؤسسات المتخصصة التي تخفي نتائج استطلاعاتها كرمى لجهات معينة.
يقول أحد القائمين على القناة إنّ هذا النجاح يعود إلى الإيمان بالمشروع من قبل طاقم المحطة والعاملين فيها، ووضع الخبرات والطاقات وتوظيفها في مكانها. لم يخف ذلك المصدر بعض المشاكل التي مرت بها القناة، لكنّه يرى أن المشهد العام يبعث على التفاؤل. المسؤولون في المحطة يتطلّعون للمستقبل الذي يمكن أن يكون قاتماً بأحداثه أكثر من العام الذي مضى. إضافة إلى التغييرات العديدة التي ستشهدها القناة في برامجها ونشراتها، بدأت «الميادين» قبل أكثر من أسبوعين بالاستعداد لتغطية الانتخابات الايرانية يوم السبت المقبل، وقد أوفدت مراسليها وفنّييها إلى طهران منذ ما يقارب شهر. قدمت القناة إيران كما هي بذكاء، وليس كما تصوّر على أنّها شبيهة بمنطقة تورا بورا في
افغانستان.
سلّطت الضوء على الشباب الايراني والمرأة والتنظيم المدني، وخصّصت مساحة كبيرة للجوانب الأخرى، بالاضافة إلى الشأنين الانتخابي والسياسي. وسيكون للمحطة ستّة مراسلين منتشرين في أنحاء ايران لتغطية الانتخابات التي اطلقت عليها اسم «انتخابات ايران ـــ انتخابات
دولية».