أقفُ قريباً من بابِ وكرِكَ وأنتظر:
الآنَ تُطْلِقُ كلابَكْ
الآن تُطلقُ رصاصتَكْ
الآن تُطلقُ....
وأنتظر.

أشمُّ رائحتكَ في ثوبي ومفاصلي ورائحةِ لحمي.
أسمعُ عواءَ وحْشِكَ في لهاثِ أفكاري
وأُبصرُ نابَكَ في ماءِ عينَيّ.

أرجوك! تعِبْتُ من الانتظار.
تعبتُ حتى سالَ العرقُ من أصابعي وعينَيّ وعقلي وأنفاسِ عظامي.
فيما أنتَ،
بأناتِكَ القاسيةِ ، وتَغافُلِكَ الأشَدّ وطأةً من القتل،
لا تُطْلقُ كلاباً ولا ناراً
ولا تبعثُ حتى بحاملِ رسالةْ.

الآن أعرفُ:
خوفُ انتظارِكَ أصعبُ من خوفِ مُلاقاتِك.
فإذن، أرجوكَ..تَحرَّكْ!
أرجوكَ.. أسمِعْني دبيبَ دَعْستِك!
أرجوكَ.. أَطلِقْ كلابَك!
أرجوكَ..أطلِقْ!
أريدُ، أيّاً كانت النتيجة،
أنْ أُغمضَ عينَيّ على غيرِ صورتِك
وأخْلِدَ إلى النومْ.
17/3/2011

ناسُ المرآة



كيف لنا أنْ نلتقي في منتصفِ طريقْ؟!
أنتم لا تبصرون إلا غنائمَ الحرب
وأنا لا أفكّرُ إلا في ضحاياها.

لا أنا المسيح ، ولا أنتم صالِبوه.
مع ذلك يتعذّرُ علينا أن نلتقي
كأنّ كلّ واحدٍ منّا
يتقدّمُ داخلَ مرآةِ نفسه.
23/3/2011

الأب



كلما نظرتُ إلى صورتكَ يصيبني الهلع.
إطمئنّ!
أنا لا أحبكَ ولا أكرهك.
لكنْ، لكَ أنْ تتخيّل
كم يخيفني التفكير
في أنني أُشبهُ رجلاً ميْتاً.
23/3/2011