لو كتبت على شبكة يوتيوب أغنية «أحلام البنات» (كلمات وألحان مروان خوري وتوزيع ملحم أبو شديد) للمغنية باسكال مشعلاني، لوجدت كليبين متوافرين لتلك الأغنية: الأول من توقيع المخرج جو بوعيد، أما الثاني فلا يحمل أيّ إمضاء، ما أثار جملة من التساؤلات عن غياب مخرجه! حاولت المغنية أن تعود إلى الساحة الفنية بكليب لافت لـ«أحلام البنات» إثر غياب سنة ونصف السنة عن الاضواء بعد زواجها من ملحم أبو شديد وإنجابها طفلاً. لكن للأسف، واجه العمل عقبات عدّة سببها اختلاف وجهات نظر بين مشعلاني والمخرج.
أحبّت المغنية أن تصوّر كليباً تحت ادارة جو بوعيد، لتكسر الكلاسيكية التي عُرفت بها في كليباتها السابقة. بالفعل، قام صاحب فيلم «تنورة ماكسي» بوضع لمسته على العمل وصوّر المشاهد بكل حرفية، وقدّم الفنانة بصورة متجدّدة سواء باللوك الذي اعتمدته أو اللقطات الجريئة التي أطلّت بها. لكنّ الخلافات ظهرت إلى العلن حين قدّم المخرج النسخة النهائية من الكليب للمغنية، فطلبت الاخيرة حذف بعض المشاهد من العمل، بحجة «أنها لا تتوافق مع رؤيتها التي تقوم على احترام المشاهد» بحسب تصريحها لـ«الأخبار».
تكشف مشعلاني أنّه خلال تصوير أغنيتها، أخبرت المخرج أنها قد تُلغي بعض المشاهد في حال لم تكن تتماشى مع أفكارها، ووقع نظرها على ثلاثة مشاهد لم تكن راضية عنها وطالبت بالاستغناء عنها. المشهد الاول الذي حُذف، تظهر فيه مشعلاني وهي تدخّن السيجارة وقد تخلت عنه بحسب تعبيرها، لأنها لا تدخّن.
أما اللقطة الثانية، فهي الصورة التي يظهر فيها البطل مضرّجاً بالدماء بسبب فراق حبيبته، وقرّرت مشعلاني التخلّي عن اللقطة، لأنه «تكفينا مشاهد العنف في العالم العربي».
ويتمثّل المشهد الثالث الذي ألغي من «أحلام البنات»، بلقطة شاب عاري الصدر يمتطي حصاناً، وقد وجدت أنّ «تلك الصورة غير محبّبة بالنسبة إليها». يلفت جو بوعيد في اتصال مع «الأخبار» إلى أنه قرّر عرض نسختين من الكليب، لفضّ الاشكال مع مشعلاني جرّاء عملها الجديد. يدافع المخرج عن خطوته بأنّه مثلما «تملك المغنية وجهة نظر في الكليب، أنا أيضاً كمخرج لديّ رؤيتي التي لم ولن أتخلى عنها»، معتبراً أنه لن يخسر صدقيته تجاه الناس الذين يعرفون أعماله من خلال اعتماده على المشاهد الجريئة. لم يتقبّل المخرج اقتراحات مشعلاني، وكانت حجّته أن الفنانة وافقت على تصوير المشاهد كلّها، وأنّه أراد إيصال رسالة معينة من خلال العمل الجديد، مبتعداً عن التكرار.
إذاً، يعرض كليب «أحلام البنات» على القنوات التلفزيونية واليوتيوب من دون ذكر اسم المخرج، بينما يتوافر الكليب الخالي من أي تعديلات على قناة يوتيوب الخاصة بالمخرج.
باختصار، تروّج أغنية «أحلام البنات» لرغبة الفتاة في العثور على فارس الأحلام، مهما تعددت مشاغلها وحقّقت إنجازات مهنية. لكنّ «أحلام البنات» تحوّلت أيضاً صراعاً أخمدت نيرانه في اللحظات الأخيرة، فهل يتوب بوعيد عن التعاون مجدداً مع مشعلاني؟ أم نراهما في عمل مشترك؟