القاهرة | «من واحد لستة» فيلم انطلق تصويره قبل أشهر في مصر يدور حول مجموعة من العلاقات المتشابكة بين شبان وفتيات. الفيلم من بطولة أحمد الفيشاوي، ويسرا اللوزي، وشريف رمزي وآخرين، لكنّه سيطرح في الصالات تحت اسم جديد هو «هاتولي راجل». يظهر هذا الأمر مدى تأثر الفن والإعلام في مصر بما جرى ولا يزال يجري في الشارع السياسي. وإذا كان نشطاء الفايسبوك وتويتر يستخدمون التعابير السينمائية التي يلجأ إليها مشاهير النجوم للتعليق على مواقف السياسيين، فإنّ أهل الفن لم يقاوموا المد السياسي في مصر والتعابير التي يطلقها السياسيون ورجال الدين للإفادة منها جماهيرياً، وخصوصاً إذا ظهر هذا التعبير في برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، كما حدث مع «هاتولي راجل» للشيخ محمود شعبان صاحب فتوى قتل قيادات «جبهة الإنقاذ».
الفيديو الشهير كان يدور في الأصل حول اعتراض الداعية على قبول الرئيس محمد مرسي التحاور مع إعلامية، فقال إنّه تعرّض للموقف نفسه وصاح وقتها بفريق العمل «هاتولي راجل». وعندما أبرز باسم يوسف المقطع المنقول من قناة «الحافظ» السلفية، بات التعبير على كل لسان، حتى إنّ شعبان نفسه قرر تقديم برنامج يحمل الاسم نفسه يدور حول أبرز رجال الإسلام، لكنّ الملاحقات القضائية التي طاردته أبعدته أخيراً عن الشاشة. سريعاً، استفاد المخرج محمد شاكر خضير من التعبير واستخدمه عنواناً لفيلمه الأول. من عند باسم يوسف أيضاً، انطلق الفيديو الشهير الذي يهمس فيه مرشد الإخوان محمد بديع في أذن الرئيس مرسي عندما كان لا يزال مرشحاً رئاسياً. يومها، همس بديع لمرسي بكلمة «القصاص» ليدفع ذلك الرئيس إلى تكرارها أمام الميكروفونات. حدث ذلك قبل عام كامل، ثم اصطاد فريق باسم يوسف اللحظة واستخدمها لتصل إلى محمد سعد والمخرج سامح عبد العزيز. كرر الأخيران الموقف نفسه في مشهد جمع بين سمير غانم ومحمد سعد في فيلم «تتح». أما فيلم «سمير أبو النيل» لأحمد مكي، فانطلق من حجم الفوضى الإعلامية التي شهدتها مصر بعد الثورة، ووجّه إلى الجمهور رسالة بعدم تصديق كل ما يقال عبر الفضائيات. واقترب من «ستايل» المذيع توفيق عكاشة صاحب قناة «الفراعين»، فيما قرر الإعلامي عمرو الليثي تقديم برنامج جديد بعنوان «إعلامي محرّض» سيُعرض في رمضان المقبل، حيث يستضيف إعلاميين من كل الأطياف السياسية، منطلقاً من التعابير التي يطلقها النظام على معارضيه مثل الإعلام الفاسد والإعلام المحرض، وجاء اسم برنامج الليثي ليعكس بشكل غير مباشر مدى تغيّر المناخ السياسي والإعلامي في مصر بعد عامين ونصف عام على الثورة. قناة «التحرير»، التي انطلقت بعد أسابيع على رحيل مبارك، كانت برامجها الأساسية هي «الشعب يريد» و«في الميدان».
وعلى مستوى صفحات الفايسبوك، ظلّ التأثر موجوداً. بعد حملة «حازمون» الداعمة للمرشح الرئاسي المستبعد حازم صلاح أبو اسماعيل، كرّرت مجموعات أخرى الأسلوب نفسه. مثلاً بعد الهجوم على باسم يوسف، انطلقت مجموعة «باسمون». ووصل تأثير الشارع السياسي إلى الإعلانات: نشاهد حملة جديدة للفنان ماجد الكدواني لأحد أنواع الجبن حيث يقول لموظّف الأمن في المطار «هو في بروبليم إنّي اشيل جبنة وأنا ترافلينغ؟ في مشكلة أشيل جبنة وأنا مسافر؟»، مقلّداً فيديو محمد مرسي الشهير الذي ختمه بعبارة «دونت ميكس».