ليس بسببِ أنني خوّافٌ، متطيّرٌ، وجبانُ القلبْ،
كلّما أُرغِمْتُ على دخولِ حرب
أفكّرُ على النحو التالي:
إذا كان لا بدّ لأحدٍ أنْ يموت
فمن البديهيّ أنه سيكون «أنا».

صاحبي (عدوّي الذي هناك، في خندقهِ المقابل)
يفكّر بطريقةٍ أخرى:
إذا كان لا بدّ لأحدٍ أن يَخرجَ ناجياً من الحرب
فمن الطبيعيّ أنه سيكونُ «أنا».

ثمةَ دائماً شاهدٌ آخر
يراهُ الجميع ولا أحدَ يأبهُ بما يفكّرُ فيه،
يقفُ وحيداً على التلّ
مُطِلّاً على خنادقِ الجميع
ويفكّرُ بطريقةٍ مختلفةْ:
إذا كان لا بدّ من نجاةِ أحدٍ وموتِ أحدْ
فهذا يعني أنّ الجميعَ هالِكون.
12/3/2011


حكمةُ الضعيف

جدّي الذي كان يُبَجّلُ الأقوياء
لم يكنْ يُفَوّتُ فرصةً إلّا ويُذَكّرني فيها:
ما لم تكنْ قويّاً
لن تستطيع أن تفعل إلّا ما يريدُهُ الآخرون.

أمّا جدّتي
التي خسرَتْ كاملَ حياتها في مواجهةِ أمراضِ القوّةْ
فكانت تكتفي بهذه الحكمة الفقيرة:
كنْ ما أنتَ عليه، أيّاً كان ما أنت صائرٌ إليهْ.
وعِشْ يومكَ كيفما جاء..
لا أحدَ بمقدورهِ الاستعاضةُ عن سبتٍ بثلاثاء
ولا عن وردةٍ بمقصِّ وَرْد.
واحترِمْ هشاشةَ الحياةْ..
ما مِن أحدٍ يستطيع
أنْ يذرفَ الدمعةَ نفسَها مرّتينْ.
12/3/2011


التعرُّف على الحياة



ما من شيءٍ لا يجعلني على وشك البكاء.
أيكون الموتُ قد اقترب؟
.. .. ..
كلُّ ما أرجوهُ من أصدقائي،وبلادي، وأهلِ بلادي، وآلهتي، وشياطيني:
ألّا أكونَ مضطرّاً لتَذَكُّرِهِم.

الآنَ ودائماً: أنا منشغلٌ بمراقبةِ تَفَتُّحِ زهرةِ سيكلامان.
لا وقتَ لديّ أُضيِّعهُ على الانشغال بما ليس جمالاً.
لا وقتَ أضيّعهُ على ما لا يستطيعُ أنْ يجعلَ قلبي
يَدْمعُ من كثرةِ السعادةِ وألمِ الجمال.

الآن، وقد بلغتُ الحافّةَ ،
أنا مضطرٌّ للتعرُّفِ على
كيف يكونُ مذاقُ الحياة.
12/3/2011